315

Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah

أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة

Nau'ikan

الدراسة
بين الإمام الطحاوي أن في قوله تعالى: ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء:١] قراءتين بالنصب والجر للميم، مع بيانه للمعنى على كل قراءة مختارًا القراءة بالنصب لكون النبي ﷺ قرأ بها على الناس عند حثه لهم على صلة أرحامهم.
وإليك بيان جميع القراءات الواردة في هذه الآية. مع بيان من قرأ بها، وتوجيه كل قراءة منها:
القراءة الأولى: بالجر والباء ﴿وبالأرحامِ﴾
- وهذه قراءة: عبد الله بن مسعود.
- توجيه هذه القراءة: من قرأ ﴿وبالأرحام﴾ بالجر والباء، فذلك بالعطف على الضمير المخفوض (به) مع إعادة الجار.
القراءة الثانية: بالرفع ﴿والأرحامُ﴾
- وهذه قراءة: عبد الله بن يزيد.
- توجيه هذه القراءة: من قرأ ﴿والأرحامُ﴾ بالرفع، فذلك على أنه مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير:
أ- (والأرحامُ أهل أن توصل) وهذا تقدير: ابن عطية.
ب- وإما أن يكون التقدير: (والأرحامُ مما يُتقي) أو (والأرحامُ مما يُتساؤل به) وهذا تقدير: الزمخشري.
قال أبو حيان: (وتقدير الزمخشري أحسن من تقدير ابن عطية، إذ قدر ما يدل عليه اللفظ السابق، وابن عطية قدر من المعنى). (^١)
القراءة الثالثة: بالنصب ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾.
- وهذه قراءة: السبعة ما عدا حمزة.
توجيه هذه القراءة: لهذه القراءة ثلاثة توجيهات:
أ- أن القراءة بالنصب عطف على لفظ الجلالة (الله) ويكون ذلك على حذف مضاف، والتقدير: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ واتقوا الأرحام أن تقطعوها لأن الله جل وعلا قصده بأول السورة حين أخبرهم أنهم من نفس واحدة، فأمرهم بأن يتواصلوا ولا يتقاطعوا، لأنهم إخوة وإن بعدوا.
- وهذا قول: أكثر المفسرين كابن عباس - ومجاهد - وقتادة - والضحاكِ - وابن زيد - وغيرهم.

(^١) انظر: تفسير أبي حيان (٣/ ٤٩٨) - وتفسير ابن عطية (٤/ ٨) وتفسير الزمخشري - (٢/ ٧).

1 / 315