Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah
أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة
Nau'ikan
والنشور هو الحياة بعد الموت. مأخوذ من: (نشر الثوب) لأن الميت كالمطوي، لأنه مقبوض عن التصرف بالموت، فإذا حيى وانبسط بالتصرف، قيل: نشر وأنشر.
ومعنى الآية، أي: وانظر إلى العظام كيف نحييها.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ﴾ [الأنبياء:٢١] أي يبعثون الموتى. وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ [عبس:٢٢] أي: ثم إذا شاء أحياه. (^١)
القراءة الثالثة: ﴿نَنشُرُها﴾ بفتح (النون) الأولى، وضم (الشين مع الراء).
- وهي قراءة: الحسن - وأبان عن عاصم - وأبي حيوة.
القراءة الرابعة: ﴿نَنشُزُها﴾ بفتح (النون) الأولى، وضم (الشين مع الزاي).
- وهي قراءة: ابن عباس - وقتادة - والنخعي - والأعمش.
القراءة الخامسة: (نُنْشِيهَا): بضم (النون) الأولى، وكسر (الشين)، وإبدال (الراء - ياءً).
- وهي قراءة: أُبي بن كعب.
ومعنى (كيف ننشيها) أي: كيف نخلقها. (^٢)
الترجيح: القراءة الأولى والثانية: قراءة سبعية ثابتة من حيث الصحة، خلافًا للقراءات الباقية.
وأما من حيث المعنى: فإن جميع القراءات متقاربة في المعنى، إلا أن القراءة الأولى هي الأولى، وذلك لأمرين:
١ - أن العظام نفسها لا توصف بالحياة، فلا يقال: (قد حيى العظم) وإنما يوصف بالإحياء صاحبها، ولذلك قال الله جل وعلا: ﴿وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ﴾ [البقرة:٢٥٩]، ولم يقل: (وانظر إلى صاحب العظام).
(^١) انظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد (١٨٩). والنشر في القراءات العشر (١/ ٢٣١).
وتفسير السمرقندي (١/ ٢٢٦). وتفسير الماوردي (١/ ٣٣٣). وتفسير البغوي (١/ ٣٢٠).
(^٢) انظر: تفسير ابن الجوزي (١/ ٢٧١). وتفسير أبي حيان (٢/ ٦٣٧).
1 / 243