وكان من العيوب التي نسبها خروشيشيف إلى ستالين «القحة»، فقد قال السكرتير العام للحزب الشيوعي في خطابه الذي هاجم فيه ستالين وأساليبه:
لقد استطاع لينين أن يكتشف في شخصية ستالين في الوقت المناسب تلك العيوب والخصائص السلبية التي أدت فيما بعد إلى نتائج خطيرة، وإذا كان لينين يخشى ما عسى أن يصيب الحزب والنظام السوفييتي بعد وفاته فقد حلل شخصية ستالين تحليلا دقيقا، وأشار إلى أنه من الضروري بحث مسألة إبعاده عن سكرتيرية اللجنة المركزية بسبب وقاحته البالغة، وافتقاره إلى حسن التصرف حيال رفاقه، وإساءته البالغة لاستخدام سلطته.
ففي ديسمبر من عام 1922 قال لينين في خطاب بعث به إلى مؤتمر الحزب: بعد أن احتل الرفيق ستالين مركز السكرتير العام للحزب أصبحت في يده سلطة غير محدودة، ولست متأكدا إذا كان يمكنه دائما أن يستخدم هذه السلطة بالدقة والعناية اللتين ينبغي أن تتوافر له ...
ولقد قال لينين أيضا في ذلك الخطاب: إن ستالين وقح جدا، ولئن كان هذا العيب أمرا يمكن التسامح فيه بين صفوفنا نحن أعضاء الحزب الشيوعي، فإنه عيب لا يمكن أن يكون موضعا للتسامح بالنسبة لرجل يشغل منصب السكرتير العام للحزب؛ ولهذا فإنني أقترح على جميع الرفاق أن يبحثوا مسألة إبعاد ستالين عن هذ المنصب وإحلال شخص آخر مكانه، على أن يكون هذا الشخص أولا وقبل كل شيء مختلفا عن ستالين بميزة واحدة وهي أن يكون أكثر تسامحا، وأكثر إخلاصا، وأكثر عطفا مع الرفاق، وأقل حدة في الطباع ...
وكان ستالين قوي الجسم، شديد الاحتمال للمتاعب رغم ما تردد عن مرض قلبي أصيب له، وكان يعرف كيف يتحكم في أعصابه ، ويلازم هدوءه، وقد كان هذا الهدوء والتحكم في الأعصاب من أكبر الأسباب التي ساعدته على الانتصار على أول خصومه: تروتسكي عندما قرر التخلص منه في سبيل الاستئثار بالسلطة. (20-1) ستالين والموسيقى
وكان ستالين يحب الموسيقى ويهتم بها، وقد روى أحد الذين عرفوه في روسيا
16
أنه دعي في مساء يوم 6 أكتوبر من عام 1947 إلى العشاء مع ستالين، وكان هناك أربعة عشر مدعوا، فلما انتهى العشاء أخذ الحاضرون يستمعون للراديو الذي كان يذيع برنامجا خاصا بمناسبة عيد الثورة ...
كان ستالين مبتهجا في ذلك المساء، وعندما سمع الخطاب الذي ألقاه مولوتوف بهذه المناسبة، قال لنا ضاحكا: لقد أوصيت مولوتوف ألا يتلعثم في خطابه أو يتلكأ في نطق الكلمات كما يفعل ملك الإنجليز،
17
Shafi da ba'a sani ba