عندما افترقنا أوصانا الرفيق لينين أن نحتفظ باللقب المشرف «عضو الحزب» نقيا طاهرا.
ونحن نقسم لك أيها الرفيق لينين بأن نطيع أمرك.
وأمرنا الرفيق لينين قبل أن يفارقنا بأن نعمل على تدعيم الاتحاد بين الصناع والفلاحين بجميع الوسائل.
ونحن نقسم لك أيها الرفيق لينين بأن نطيع أمرك.
وهكذا بدا ستالين أمام نعش لينين كأنه خليفته الطبيعي بلا منازع، تماما كما بدا مارك أنطوني أمام نعش قيصر، ولكن بفارق واحد هو أنه كان يستعد لسحق أوكتافيوس الغائب.
ومنذ ذلك اليوم كان ستالين قد قرر بينه وبين نفسه أن ينتصر على كل خصم أو منافس يقف في طريقه ما دامت الجماهير قد آمنت بأنه خليفة لينين، ولم يعترض أحد أو يرشح إنسانا غيره.
وفي السنوات الأربع التي تلت وفاة لينين في عام 1924 تكلم الناس كثيرا في روسيا ولم يعملوا إلا قليلا، وتعتبر هذه الفترة في حياة ستالين فترة الاستعداد للدكتاتورية، وهكذا مرت أربع سنوات لم يشيد فيها أي شيء في روسيا، وهي الفترة التي انقضت بين نهاية عهد لينين وبين استئثار ستالين بالسلطة، وقد تخلل هذه السنوات نضال سري مرير في سبيل السلطة والحكم، وكان أهم نضال تحكم في الموقف كله هو النضال بين ستالين وتروتسكي.
وقد بدأ النضال بين الاثنين؛ بين ستالين وتروتسكي، بشكل مسرحي يذكر برواية «يوليوس قيصر» لشكسبير، بدأ أمام جثة الزعيم المتوفى نفسه، كما بدأ بمناوشات بين أرملة لينين وبين ستالين.
والواقع أن مدام كروبسكايا - أرملة لينين - شنت حربا صامتة لا هوادة فيها ضد ستالين، وكان موضوع الخلاف «المذكرتين» اللتين كانت تتكون منهما وصية لينين، وكان في نشر هاتين المذكرتين أو عدم نشرهما ما سيقرر مستقبل ستالين.
كانت مدام كروبسكايا قد ظلت ثلاثين عاما وهي موضع احترام الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وعلى الرغم من أنها لم تنجب أولادا توليهم اهتمامها إلا أنها ظلت دائما في عزلة اختيارية ولم تشهد طول الأعوام العشرين التي قضاها لينين في المنفى، والسنوات السبع التي قضاها في حكم مضطرب، تلك الحفلات التي تجتذب إليها النساء ... وكانت أرملة لينين تقنع بالاشتراك في مؤتمر الحزب.
Shafi da ba'a sani ba