إن ستالين عنيف جدا، وهذا العيب وإن كان محتملا لبقائه بيننا إلا أنه يصبح غير محتمل عندما يقوم بأعباء وظيفة السكرتير العام للحزب، ولهذا السبب فأنا أقترح على الرفقاء أن نبحث عن وسيلة لإبعاده عن هذه الوظيفة حتى نرشح لها رجلا يختلف عن ستالين من جميع الوجوه ... رجلا يتحلى بصبر أكثر، وإخلاص أشد، وأدب أكبر، ورعاية أعظم لحقوق زملائه، وأقل تعرضا للنزوات منه ... وقد تبدو هذه الصفات أمورا تافهة لا معنى لها، ولكنني أعتقد أننا لو أردنا أن نتحاشى الانقسام في داخل الحزب، وأيضا من ناحية العلاقات بين ستالين وتروتسكي التي أشرت إليها آنفا، تعتبر هذه الأمور التافهة هي التي يمكن أن تتسبب في نتائج حاسمة.
ومما هو جدير بالذكر أن هاتين الوثيقتين الهامتين جدا لم تنشرا قط في روسيا، ولكن مضمونهما لا يختلف إلا قليلا جدا في معظم المصادر، وأما الأصل نفسه - أصل الوثيقتين - فقد اختفى منذ مدة طويلة جدا، وقد يكون أحرق وزال نهائيا من الوجود.
وقد أزاح خروشيشيف الستار عن حلقة شيقة من هذا النزاع المستتر في سبيل الاستئثار بالسلطة، وقدم وثيقتين للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي (فبراير 1956)، وذكر أن الوثيقة الأولى هي عبارة عن خطاب كتبته زوجة لينين مدام كروبسكايا في 23 ديسمبر من عام 1922، ويعتقد أنه إلى الرفيق كامينيف الذي كان رئيسا للمكتب السياسي، «وقد جاء به »:
ترتب على الخطاب المقتضب الذي أملاه علي فلاديمير إيليتش لينين بعد استئذان الأطباء، ترتب على ذلك أن سمح ستالين لنفسه بالأمس أن ينفجر في بغلظة وقحة.
وليس هذا يومي الأول في الحزب، كما أنني خلال الثلاثين عاما التي انقضت لم أسمع من أي رفيق كلمة تنم عن الوقاحة، وليست رسالة الحزب وجهود لينين عزيزة على ستالين أكثر مما هي عزيزة علي.
وعدا ذلك فإنني في مسيس الحاجة في أيامنا هذه إلى راحة الأعصاب والسيطرة على النفس ... وإنني لأعرف أكثر مما يعرف أي طبيب ما ينبغي أن يناقش مع لينين، وما لا ينبغي أن يناقش معه؛ ذلك لأنني أعرف المؤثرات التي تثير أعصابه أو لا تثيرها، ولا شك أنني أعرف ذلك خيرا مما يعرفه ستالين على أية حال ...
لذلك فإنني ألجأ إليك وإلى جريجوري
6
لأطلب منكما باعتباركما من ألصق الرفاق بلينين أن تحمياني من تدخل ستالين الوقح في شئوني الخاصة، ومن تجسسه علي، وتهديده لي ... ولست أشك في طبيعة القرار الإجماعي الذي سوف تتخذه في هذا الصدد لجنة المراقبة التي يستخدمها ستالين في تهديدي. ومع ذلك فإني لا أملك من القوة أو من الوقت ما أبدده عبثا في عراك أحمق، إنني امرأة متقدمة في السن، وأعصابي متوترة غاية التوتر ...
وبعد أن كتبت زوجة لينين هذا الخطاب بشهرين ونصف بعث لينين نفسه في مارس 1923 بالخطاب التالي إلى ستالين:
Shafi da ba'a sani ba