وتمكن الرجلان: مالنكوف، وكاجانوفيتش من ضم مولوتوف إليهما، وقرر الثلاثة معارضة برنامج خروشيشيف في اجتماع دعيت إليه اللجنة المركزية في شهر يوليو 1957.
وكان خروشيشيف وبولجانين يقومان بزيارة رسمية لفنلندا في شهر يونيو من عام 1957، ولما عادا من هذه الزيارة بدأ الصراع بين الفريقين في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 1957، وفي لحظة من اللحظات خلال هذا الصراع تمكن الستالينيون من التحكم في الأغلبية؛ إذ انضم إليهم شبيلوف؛ وزير الخارجية السابق.
24
ووقف خروشيشيف يخطب، ودامت خطبته ثلاث ساعات، واتهم فيها مولوتوف ومالنكوف وكاجانوفيتش وشبيلوف بأنهم كونوا جبهة مناهضة للحزب في موسكو، وأن أذنابهم منتشرون في روسيا.
واعترف مولوتوف ومالنكوف وكاجانوفيتش بأنهم اتفقوا فعلا على معارضة خروشيشيف وبرنامجه، وحسم الجيش الأحمر هذا الموقف عندما أعلن الماريشال زوكوف تأييد الجيش لخروشيشيف.
وذكرت بلاغات الحكومة والحزب بقية القصة؛ فقد قررت اللجنة المركزية بإجماع الآراء (وقد تغيب مولوتوف عن حضورها) فصل مولوتوف ومالنكوف وكاجانوفيتش من عضوية لجنة الرئاسة وعضوية اللجنة المركزية، ومن وظائفهم التي كانوا يشغلونها في الحكومة بوصفهم النواب الأول لرئيس الوزراء، كما فصل مولوتوف أيضا من وظيفته كوزير للرقابة (المحاسب العام)، وفصل مالنكوف أيضا من وظيفته كوزير لمحطات القوى الكهربائية، وأقيل شبيلوف من وظيفته كسكرتير للحزب، كما ألغي قرار تعيينه كعضو احتياطي في لجنة الرئاسة وعضو في اللجنة المركزية، وسمح للأربعة بالاحتفاظ بعضوية الحزب فقط.
وعرف أيضا من البلاغات الرسمية أن خروشيشيف لم ينجح فقط في الحصول على تأييد اللجنة المركزية في استبدال الأعضاء المطرودين بغيرهم ممن يثق بهم هو، ولكنه نجح أيضا في الحصول على موافقتها على زيادة عدد أعضاء لجنة الرئاسة وجعلها تتكون من 15 عضوا، وذلك حتى يتمكن من ضم عدد آخر من مؤيديه للجنة، وكان أبرز الأعضاء الجدد هو الماريشال زوكوف.
وهكذا لم تقنع الطبقة الجديدة من حكام الاتحاد السوفييتي بمحاربة ذكرى ستالين، وبتشويه سمعته وبتنحية تلميذه المختار مالنكوف، وبإعدام رئيس بوليسه بيريا، لم تقنع بكل ذلك فقررت التنكيل بأربعة من الزعماء بينهم ثلاثة من الرعيل الأول.
وأذاعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بيانا تضمن أسباب فصل هؤلاء الأقطاب الثلاثة، وكلهم ممن عملوا إلى جانب ستالين وعاونوه طوال مدة حكمه، وتتلخص التهم التي وجهت إليهم في:
العمل على إيجاد الفرقة في صفوف الحزب الشيوعي وقيامهم بأعمال لا تتفق مع مبادئ لينين.
Shafi da ba'a sani ba