Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Nau'ikan
" وكان مرجعه في جميع أموره الشرع لا ما يلقى في رُوْعِهِ عن طريق إلهام أو يحصل في صدره في يقظة أو منام، حفظنا الله بالإسلام، وحفظ لنا الإيمان، ومن علينا بحسن الختام، إنه كريم رحمن.
ثالث الأمور وخاتمتها: وهي خاتمة المبحث الأول الشريف:
إذا كان التعويل على العقول والآراء سبب كل فتنة وبلاء، وأصل كل زيغ وشقاء، وقد هلك بسبب ذلك خلق كثير لا يعلمهم إلا رب الأرض والسماء، وهم عند أهل الأرض في عداد الأذكياء، ولكنهم من الزكاء عَرَاء، فالواجب عليك أيها المسترشد أن تلجأ إلى رب الأرض والسماء، وأن تستغيث به أعظم من استغاثة الغريق في لجج الماء، وليحفظك ربنا – جل وعلا – من الفتن والأهواء، ولتكون من الأكياس أهل الاهتداء، وأنفع ما تقوله من الدعاء، ليحصل لك البرء والشفاء ما كان يردده إمام الأنبياء – على نبينا وعليهم جميعًا الصلاة والسلام – عندما يقوم لعبادة مولاه في الليالي الظلماء ثبت في صحيح مسلم والسنن الأربعة عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنها – أنها قالت: كان النبي – ﷺ – إذا قام الليل افتتح صلاته: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" (١) .
(١) انظر صحيح مسلم – كتاب صلاة المسافرين – باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه: (١/٥٣٤) رقم ٧٧٠ وسنن النسائي – كتاب قيام الليل- باب بأي شيء تستفتح صلاة الليل: (٣/١٧٣)، وسنن أبي داود – كتاب الصلاة – باب ما تستفتح به الصلاة من الدعاء: (١/٤٨٧)، وسنن الترمذي – كتاب الدعوات – باب ما جاء في الدعاء عند افتتاح الصلاة بالليل: (٩/١٢٠)، وسنن ابن ماجه – كتاب الصلاة والسنة فيها – باب (ما جاء) في الدعاء إذا قام الرجل من الليل: (١/٤٣١)، وانظر الحديث في المسند أيضًا: (٦/١٥٦) .
1 / 225