Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Nau'ikan
.. فالملوك الجائرون، يعترضون على شريعة رب العالمين بالسياسات الجائرة، ويعارضونها بها، ويقدمونها على حكم الله – ﷻ – ويقولون إذا تعارضت السياسة مع الشرع قدمنا السياسة.
... وعلماء السوء يخرجون عن شريعة الله – ﵎ – بآرائهم الكاسدة، وأقيستهم الفاسدة المتضمنة مخالفة أمر الله – ﷿ – فيما أحل وحرم، ويقولون: إذا تعارض العقل والنقل قدمنا العقل.
... والعُبَاد الجهلة يعارضون حقائق الإيمان، وأحكام الرحيم الرحمن، بما يقوم في نفوسهم من خيالات وأوهام، وأذواق باطلة يزينها لهم الشيطان، ويقولون: إذا تعارض الذوق والكشف مع ظاهر الشرع نقدم الكشف والذوق – ضل سعيهم، وخاب ظنهم –.
... وقبل أن أختم هذا المبحث الجليل سأنبه على ثلاثة أمور لها شأن خطير:
أولها: إذا كان طريق العلم بصفات الرحمن – جل وعلا – متوقفًا على ما جاء به النبي – ﷺ – من سنة وقرآن، فإن ذلك يشمل أدلة العقول، لأنها مندرجة فيما جاء به الرسول – ﷺ – فالمنقول يشمل ما أخبر به الرسول – ﵊ – كما يشمل ما دل عليه مما يدرك بالبراهين والعقول، قال الإمام ابن تيمية – عليه رحمة رب البرية –: ما علم بالشرع لا يخلو: إما أن يراد به إخبار الشارع، أو دلالة الشارع، فإذا عُني به ما دل عليه الشارع مثل دلالته على آيات الربوبية، ودلالة الرسالة، ونحو ذلك، فإنه يجتمع في هذا أن يكون شرعيًا عقليًا، فإن الشارع لما نبه العقول على الآيات والبراهين والعبر اهتدت العقول فعلمت ما هداها إليه الشارع.
1 / 205