Siyasar Nama ko Tafarkin Sarakuna
سياست نامه أو سير الملوك
Bincike
يوسف حسين بكار
Mai Buga Littafi
دار الثقافة - قطر
Lambar Fassara
الثانية، 1407
Nau'ikan
جيش صوب جيحون فسحبوا السفن من الطرف الاخر للنهر حتى يفوتوا على البتكين فرصة العبور
لما رأى البتكين أنهم لن يمكنوه من العبور كتب إلى الأمير رسالة بين فيها سبب مجيئه قال لقد اعتنق أكثر خاصتك وارباب بلاطك وديوانك مذهب القرامطة الذي صار إليه العظيم والحقير وهم يدبرون للخروج لقد كان في دولتك كلها رجلان مسلمان محبان خيرك ونفعك بقولهم هم لكنك غيبتهما في السجن بوشاية القرامطة إنما جئت لأتدبر أمرهم فإذا ما أعرضت عن كلامي وألقيت إلى القرامطة أذنا صاغية فستلقى جزاءك غدا اللهم إني قد بلغت الأمير وهأنذا ذاهب إلى بلخ ثم كتب رسالة أخرى إلى قاضي بخارى وعلمائها لقد اشتدت شوكة القرامطة وان خروجهم لوشيك جدا والأمير في غفلة لقد كتبت إليه اما أنتم فما عليكم إلا أن تنصحوه كيما يظل الدين والملك ثابتين على ما هما عليه ومضى إلى بلخ ووصلت الرسالتان
لفد كان القاضي ابو أحمد وأئمة بخارى على علم بهذه الحال لكنهم لم يجرؤوا على قول أي شيء في الموضوع انذاك لأن أغلب خاصة الأمير كانوا من هذه الفرقة وقالوا ربما لا يصغي الأمير إلى أقوالنا فيهم فيتحولون ولكل منهم ولايته وجيشه ونعمه وحشمته إلى خصوم لنا غير أن القاضي أبا أحمد ذهب مع صلاة العصر هذه المرة إلى قصر الأمير والتمس الاختلاء به فاستدعاه الأمير وجلس إليه وحيدا فقال القاضي النصح والإرشاد من واجب العلماء لقد كان أبوك الأمير الحميد نوح رحمه الله يجالس العلماء دائما ولم يقم باي عمل دون أن يتدبره معهم ولا جرم أن استقام به ما كان قد اعوج من الأمور أنا أنت فلأنك لا تجالس أهل العلم إلا قليلا فقد اعوج على عهدك ما قومه هو وعرض عليه رسالة البتكين ورسالة أخرى موقعة من الائمة في هذا المعنى ليعلم الأمير أنه أي القاضي لا يقول هذا الكلام من تلقاء نفسه ثم نصحه هو أيضا وحدثه في أشياء ايقظه بها من سباته وفي اليوم التالي وصل خبر خروخ المبيضة بفرغانه وأنهم يقتلون من يجدون من المسلمين وفي اليوم التالي له وصل من خراسان خبر إعلان القرامطة مذهب السبعية في طالقان وسفوحها وانهم كانوا يعيثون فيها فسادا وقتلا فما كان من الأمير السديد منصور إلا ان عرض الوزارة على القاضي أبي أحمد لكنه ابى ذلك وقال ان أتربع على الوزارة فأنى للأمير اليوم من يمحضه النصح والإرشاد خالصا لوجه الله ثم إن ذوي المارب والأطماع الخاصة سيقولون ان القاضي لم يفعل
Shafi 275