Siyasar Nama ko Tafarkin Sarakuna
سياست نامه أو سير الملوك
Bincike
يوسف حسين بكار
Mai Buga Littafi
دار الثقافة - قطر
Lambar Fassara
الثانية، 1407
Nau'ikan
المخطىء وسيقول اخرون لا لقد كان الذنب كله ذنب البتكين ومع أنني لا طمع لي في ملك منصور ولا رغبة في إلحاق الضرر به فأن قالة السوء في خراسان لن تنقطع ما دمت فيها وأن المغرضين سيؤججون عداوة الصبي وحقده علي يوما بعد يوم لكنه لن يبقى لهم ما يقولون إذا ما تركت خراسان وخرجت من حوزة هذا الصبي هذه واحدة والأخرى أنه إن كان لا بد من شرع السيوف من أجل لقمة العيش وقضاء ما تبقى من العمر فمن الأفضل أن تشرع في وجه الكفار ابتغاء ثواب الاخرة لتعلموا الان يا أمراء جيش خراسان وخوارزم ونيمروز أن منصورا هو أمير خراسان وما وراء النهر وأنتم جميعكم جيشه وقادته وبه كنتم تحت لوائي انهضوا وامضوا إلى بلاطه وقابلوه وجددوا له العهد وابقوا على ما انتم فيه من مراتب في الخدمة فإنني قد عقدت العزم على المضي إلى الهند للغزو والجهاد إن أقتل تكتب لي الشهادة وإن يحالفني التوفيق والنجاح في نصرة الإسلام وعزته فسأرد القوم الكافرين إلى حظيرة الإسلام أملا في الجنة ورضى الله ورسوله
ثم إن أمير خراسان سيرتاح مني وتنقطع قالة السوء عني حسنا كنت أم سيئا وعندئذ تكون خراسان وجيشها وأهلها في عهدة منصور وحده
ولما أنهى كلمه نهض وقال لأمراء الجيش تقدموا إلي واحدا واحدا لأودعكم وعبثا حاول الأمراء ثنيه عن عزمه فأخذوا بالبكاء وتقدموا منه وعيونهم تترغرغ بالدموع وجعلوا يعانقونه الواحد تلو الاخر إلى أن ودعهم جميعا ولما انصرفوا كلهم دخل خيمته الخاصة في حين أن أحدا لم يصدق أن البتكين سيترك خراسان إلى الهند لأنه كان له في مملكة السامانيين خمسمائة ضيعة في خراسان وما وراء النهر ولم تكن ثمة مدينة إلا وكان له فيها قصر وبساتين ومحطات قوافل وحمامات ومستغلات كثيرة فضلا عن مائة مائة ألف رأس غنم ومائة ألف حصان وبغل وجمل
وفي اليوم التالي سمع الأمراء صوت النفير فتحرك البتكين ومعه غلمانه وحاشيته إلى بلخ تاركا وراءه تلك النعم جميعها أما أمراء خراسان فصاروا جميعا إلى بخارى
لما وصل البتكين إلى بلخ قرر أن يمكث بها شهرا أو شهرين ليمكن الذين يريدون الغزو من وراء النهر وختلان وطخارستان وأطراف بلخ من تجميع أنفسهم ومن ثم تقدم نحو الهند غازيا
Shafi 151