النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) (16) [هود : 15 16].
ثم قال سبحانه : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا (18) ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ) (19) [الإسراء : 18 19].
وقال سبحانه : ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب (19) الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق (20) والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب (21) والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤن بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار (22) جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23) سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (24) والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار (25) الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) (26) [الرعد : 19 26]. فحياة الدنيا وعمرانها عند من يعقل عن الله خراب وبور ، وكل ما في الدنيا من غير طاعة الله فلا يغتر به إلا هالك مغرور.
وفي فروع هذا كله وأصوله ، وما نزل الله فيه من بيانه وقوله ، فقد رأيتم ما قال الله سبحانه عيانا ، وسمعتم نداه إعلانا ، وكلا (1) لو رأيتم لعمركم إذا لأبصرتم ، ولو أبصرتم إذا لاغتنمتم ، ولكنكم نظرتم بأعين عمية ، وسمعتم القول فيه بآذان دوية (2)، ودبرتم الأمر فيه بقلوب سقيمة ، غير برية من أدواء الأهواء ولا سليمة ، فآثرتم ذميم ما
Shafi 339