ولم (1) يدخل عليه منها خطأ ولا ضرر ، ومن قبل عن نفسه ما تأمره به من سوء ، كانت نفسه له أعدى من كل عدو.
وقد بلغني أن بعض الصالحين كان يقول : محاربة المرء لنفسه بمخالفته ، (2) يثبت فيها طلب ثواب الله وطاعته.
[الصبر]
واعلم أنه ليس يسلك سبيل مرضات الله إلا من أيده الله بروح الهدى ، وأن ليس يوصل إلى سبيل مرضاته جل ثناؤه بالمنى ، دون أن يحمل النفس عليها ، ويصبر لأمر الله وحكمه فيها ، كما قال الله سبحانه : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) (123) [النساء : 123]. وقال سبحانه : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) (214) [البقرة : 214]. ويقول سبحانه : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) (142) [آل عمران : 142]. وفي مثل ذلك من ابتلاء القائلين ، ما يقول رب العالمين : ( الم (1) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) (3) [العنكبوت : 1 3].
[التقوى]
فتأهبوا رحمكم للبلوى ، وانتهوا إلى ما أمرتم به من التقوى ، ونقوا قلوبكم من دنس الدنيا وإيثارها على الله كيما تنقى ، وطيبوها بالبر والتقوى وكونوا مع من بر
Shafi 345