Tatsuniyoyi da Jarumai Na Al'umma Larabawa
السير والملاحم الشعبية العربية
Nau'ikan
وقد يرد تساؤل على النحو التالي: لماذا الحيوان أو النبات وارتباطهما بالدين الطوطمي؟ والإجابة، إنهما؛ أي الحيوان والنبات يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستوجب المكان، أو الحمى أو الوطن، وهو ما يتطلب الحماية والأمن، بالإضافة لعديد من الاحتياجات والتعاطفات الأخرى، وهذا بدوره أفضى إلى التحالفات العشائرية القبائلية، في اتحاد مجموعة من الطواطم - حيوانية ونباتية - تنتهي في الشعار الأهم للقبيلة أو مجموع الشعائر من زاحفة ومهاجرة ومغيرة، مثلما هو الحال في معظم سيرنا وملاحمنا العربية، التي عادة ما تكون إما مهاجرة أو مغيرة كما كنا ذكرنا في مقدمة هذا الكتاب.
خلاصة القول أن الحيوان والنبات، يشكلان رابطة أو علاقة بين الإنسان البدائي والطبيعة؛ لذا تحفل سيرنا وملاحمنا، وحكايات ومأثورات الحيوان والنبات الطوطمية، بأخص خصائص الحيوان أو الأشجار أو الزواحف المقدسة، ولعل الحكاية أو المأثور الأمثل المصاحب لتسمية كليب أو الكلبيين أو قبائل بني كالب المتفرقة في الجنوب العربي، والشام والأردن وفلسطين والمصاحبة لمأثورات كليب أو جروه، ونباحه الذي كان يحدد حماه المنيع أينما نزل كليب أرضا، أو كلأ.
فكانت القبيلة وأسلافها والأرض التي تعيش عليها، وما يتحكم فيها من عوامل مناخية واجتماعية؛ وحدة تنحدر من الطوطم السلف الأب، سواء أكان حية أو نعامة أو حمامة أو كلبا أو جملا أو جرادا أو ديدانا أو بيضة أو حوتا.
وعلى هذا تمايزت كل قبيلة بأساطيرها، ووحدت بالتالي بين الطوطم والخالق، مثل كوزمولوجي أو أسطورة الخلق عند الرشيين، القائلين بفكرة الرحم الخالق (ويمكن ملاحظة العلاقة اللغوية الاشتقاقية بين ذلك الرحم الخالق، وبين الرحمة والرحمن والرحيم والراحم والمرحوم ... إلخ).
وهم الذين زعموا «إن في جوف الماء الريح وفي الريح الرحم، وفي الرحم المشيمة، وفي المشيمة بيضة، وفي البيضة الماء الحي، وفي الماء الحي ابن الأحياء العظيمة، الذي ارتفع إلى العلو فخلق البريات والأشياء والسماوات والأرض والآلهة.»
وكذلك أساطير خلق المغتسلة سكان البطائح، والكشطبن، والمستطورين والصامية، والغولية، والآدمية أو الآدوميين الذين منهم اشتق اسم آدم أبو البشر أما القريشيين فكان طوطمهم الحوت.
ويرى رفائيل بتاي أن العبريين استعاروا أفكارهم عن الحيتان والحيوانات البهيمية ذات الجثث الهائلة، من العرب الأوائل - أو البائدة - وهو ما كان يطلق عليه العرب تعفون - أو التفعن - ومنها بعل تعفون، وهو ما يشير إلى البهيمية، وصراعات الحيوانات الخارقة الوحشية، مثل الثيران والبقر الوحشي والحيتان.
ووردت هذه الخوارق البهيمية في الميثولوجي الفرعوني، فذكر الرحالة المؤرخون «هرودوت وديودورو الصقلي وبليني» الحيتان والتماسيح وفرس النهر، فكانت تلك الحيوانات الوحشية، مقدسة في مصر للإله «ست» عدو «أوزيريس» ومغتصب عرشه.
كما وردت هذه الخوارق البهيمية في الميثولوجي البابلي ومنها الحوت متعدد الرأس والإله ذو الرءوس السبعة، وكان بمثابة الصولجان السومري، منذ الألف الخامسة قبل الميلاد.
وطبعا كان الحيوان الطوطم، يدافع عن القبيلة ويحميها، مثل هدهد سليمان وبلقيس، وحادث تلصصهما أو تجسس أحدهما على الآخر، وأيضا ضباع قبائل الضبعيين، والكلبيين، وكذلك بنو هلال أو الهلالية - أصحاب سيرة بني هلال - وبنو عبد شمس، ونسر وغيرهم، وهو ما أصبحت شعائرهم - الطوطمية - مثل الهلال والنسر رمزا موحدا للعالم الإسلامي فيما بعد.
Shafi da ba'a sani ba