Tatsuniyoyi da Jarumai Na Al'umma Larabawa
السير والملاحم الشعبية العربية
Nau'ikan
اسمه بيروز، دونه على هيئة سير أسطورية قد لا تبعد بنا كثيرا عن سيرتنا هذه؛ حيث يكثر الإفراط في نظم الأشعار الملحمية والمعلقات، التي غالبا ما تدور حول الإغارات والحروب القبائلية، وهذا ما أفضى إلى ظهور ملاحم البطولة والمعلقات - في العصور الجاهلية - ومن هنا دلفت هذه الملاحم وسير الأنساب العائلية والمعلقات إلى معظم المؤرخات التاريخية الأولى.
وعلى هذا النحو ذاته تعرف المؤرخون على تاريخ منطقتنا، من ذلك قائمة جمعها أيضا كاتب مجهول، في 2000 قبل الميلاد، بادل تاريخه هذا بقصة الخليفة وأسماء الأسر الملكية، ثم الطوفان وأسماء الملوك الذين أسماهم
51
بملوك العرب، والذين حكموا العراق الأسفل (بابل فيما بعد).
يذكر جوردون تشايلد، أن الأشعار الهومرية ذاتها قد اعتبرت فصولا تاريخية برغم إغراقها في الخوارق وعوالم الآلهة واتخذها الكتاب المتأخرون نموذجا لهم «إذ اعتقدوا أن التاريخ رواية مترابطة تتم داخل إطار فني.»
وعلى هذا النحو أيضا نهج تاريخ «توكتيدس»
52
أعظم مؤرخي الرومان للحروب البلوبونزية بين أثينا وأسبرطة عام 431ق.م.
وعلى هذا فالبحث في إطار سيرتنا الملحمية هذه «الزير سالم» حول الملامح التاريخية والتراثية ليس بالأمر الجديد، كذلك لا جديد في استخلاص حقائق التاريخ من ثنايا هذا التاريخ الأسطوري الخرافي، المهمل إلى حد الاندثار من جانب الباحثين العرب.
والجديد، الطريف، هو: أن تظل سيرة عالية الهامة، كالزير سالم مهدرة تعاني الافتقاد والاندثار إلى أيامنا، مضافا إليه عدم الفهم والتقدير، لدرة قد تصمد لأي سيرة أو ملحمة، في كل ما جاء به العالم القديم، من السيرة الهومرية «الإلياذة» ومرورا بالملحمة الهندية الآرية «الماهابهاراتا» التي تسمى بها الهنود والفرس الآريين والتي تتلاشى مع ملحمتنا هذه «الزير سالم» في أن كلا منهما تؤرخ لحروب وهجرات قبائلية موغلة في القدم.
Shafi da ba'a sani ba