Tatsuniyoyi da Jarumai Na Al'umma Larabawa
السير والملاحم الشعبية العربية
Nau'ikan
بما يشير إلى أنه كان «زير» نساء بدوره، مثل زيرنا، ومن أحد جوانبه وزواياه.
كما أن كليهما تسلطت عليه وطاردته امرأة؛ بهدف استنزافه وهدمه وقتله، دليلة الفلسطينية مع شمشون، وجليلة العربية مع الزير سالم.
يضاف إلى هذا: ارتباط كليهما «شمشون والزير سالم» بهزيمة أعدائه بفك حمار، وهو ما حدث لشمشون حين هزم أعداءه بلحي الحمار، الذي حين فرغ رمي به، فسمي المكان «رمت لحي»، والزير سالم مع سبوعة الصريعة في بير سبع، الذي حين نزل إلى بئرها تاركا حماره على بابها، وما أن نهق الحمار حتى استيقظ سبع كان نائما، ورفض الزير قتله، فقتل حماره فكان أن صرع الأسد المعتدي بلحي الحمار، وظل يحارب الأسود طلبا لثأر حماره، وكان كلما قتل واحدا صرخ متهكما «يالثارات الحمار».
من هنا يرجح أن بطلنا الأسطوري الفلسطيني هذا، الزير سالم هو الأنموذج الأمثل، الذي استعارته الأساطير العبرية، زمن الأسر الفلسطيني «الثاني» للإسرائيليين، ودون نصه متأخرا جدا في عصر القضاة، أو شيوخ القبائل، ومنه تواترت فابيولات شمشون ودليلة، والعديد من الموتيفات الأسطورية العبرية.
كذلك يلاحظ بالنسبة للعلاقة بين تسمية الزير سالم - أو سلم - وبين تسمية القدس - أورشليم - أن التسمية تشمل أهم الوديان والمعالم الطبيعية المحيطة بالقدس، وترد في تاريخ المؤرخ اليهودي «يوسيفوس » باسم سلوام
Silcam ، وفي بعض النصوص الشعبية لهذه السيرة يرد أن الزير سالم بعد أن خرج من أرض كنعان سار وحده إلى مرج بني عامر أو قبائل بني عامر الهلالية التي ينسب لها هلال بن عامر رأس بني هلال، وسيرتهم.
وذلك عقب اعتكافه ببئر سبع، بل إن الزير انتسب إلى هذه القبائل ومرجها القريب - نسبيا - من مدينة حيفا الساحلية التي نزلها عقب أسره أو حروبه الغامضة مع حكمون اليهودي.
خلاصة القول أننا بصدد سيرة ملحمية، لمقاتل شاعر فلسطيني المنبت والمنفى - بئر سبع - تتسم أجواؤها وأحداثها بطابع فينيقي بحري؛ حيث نرى كلا القيسيين بن مرة، والكلبيين - الحميريين - بني ربيعة؛ يقيمون ويتربصون ويتجسسون على شاطئ البحر المتوسط؛ حيث المدن الفسلطينية، حيفا، ويافا، وبئر سبع.
يقول القلقشندي:
46
Shafi da ba'a sani ba