al-Siyar
السير
Mai Buga Littafi
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Nau'ikan
إن داود بن علي ترتيب عليه الحق بين يدي أبي موسى فأعرض ونأى بجانبه وثنا عطفه تكبرا وقام وقال أبو موسى ردوه فلم يجد من يقدر على ذلك ثم رجع وحده فقال رجعت بثلاث اتركه سنة يتبعها كل متكبر وإن تواضع مثلي لمثلكم لا يزيده الا رفعة وعزا وان نفوسة ولدت غيري فخذوا منى الحق فألتمس من يطيق يضربه فلم يجد فقام أبو موسى بنفسه فجلده فقال تعلم ربي لو كان رضاك في نزع نفسي لنزعتها ومات داود بعد ذلك وترك ابنا صغيرا اجتمعت نفوسة في أمر دهمهم عظيم يلتمسون دفعه وذهب عليهم هونا من الليل يشاورون فرجع ابنه إلى داره وكان له عبد كبير السن فقال لم تأخرت عن عشائك فأخبره قال العبد أدركت من قبلك من المشايخ إذا نزل بهم ما أهمهم من الظلمة اجتمعوا فينقون بلدانهم من المظالم واخرجوا الحق ممن كان فيه وعملوا المعروف وواسوا الضعفاء فمتى ما فعلوا ذلك كشف الله عنهم ما يحذرون فرجع الفتى فأخبر الجماعة والمشايخ فبادروا صبحا إلى ما قال العبد وكشف الله عنهم ما منه حذروا وتقدم أن مثلها لعبد التمنكرتي.
ومنهم وليد بن جرطوم ووهبلى التندنميريان كلاهما على الخير وثاب وعن طريق
الشر تاب وفي سبيل الخيرات أواب.
وفي السير قال ابن جرطوم لا يؤدي حق حصيري اذا بات عندي الا أبو عمرو الشروسي -وتقدم التعريف به- وأبو موسى من أهل دجى -وسيأتي- يعني إنهما يصليان الليل اجمع لا ينامان وأما وهبلي كان أول عمره لا يبالي في أخذ الأموال خفية فاستعانت امرأته بنساء يغزلن معها فأتاهن بتين فلما أبصرت زوجته التين ولم تعرفه تين أشجاره وطئت برجليها القفة عجنا
Shafi 322