al-Siyar
السير
Mai Buga Littafi
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Nau'ikan
قالوا غرس ثلاثمائة كرمة بيده. وأوصت عجوز عجوزا بعد أن عجزتا عن الزيارة والالتقاء وقد كانتا تلتقيان بموضع بين بلديهما تتذاكران وتذكران الله ثم تفترقان فلما عجزتا أوصت إحداهما إلى الأخرى لا تتركي نصيبك وحظك من الأمر والنهي لأن من أحيي نصيبه منهما كمن أحيي المسلمين من مخه ومن ترك ذلك كمن قتلهم وباع سهمه من الجنة إحداهما من أكراين والأخرى من توغرست.
ومن عادة أهل الجبل الاجتماع والتزاور في الله خصوصا أهل ولون وكان اجتماعهم على ما يصلح الإسلام وأموره يخرجون الحق ممن كان عليه حتى إذا نزع أحد بقلة الشاش من أصلها أدبوه وفي يوم جمعة يتزاورون يختلفون في الطرق بين سائر وراجع مثل النمل وتبيض الجبال من كثرتهم.
ومنهم الشيخ السمي العالم التقي أبو هارون التملوشايتي وابنه أبو الربيع
وصنوه في العلم والتقى لا في النسب أبو يوسف خلاص وكان أبوهارون صائم الدهر مع علم كثير وورع قوي وأخذ العلم عن أبي محمد خصيب بن ابراهيم التمصمصي وكان سبب ابتداء فتياه أن أبا محمد لما عجز بالكبر على المسير نزل الأشياخ إلى اجناون وفيهم أبو زكريا بن أبي عبد الله وأبو هارون فلما قعد المجلس قال أبو زكريا لأبي هارون أفت فتقدم من هناك يفتي.
وسبب إنتقاله إلى ابنابن كان يزور عجوزا فيها فلما رجعت له الأمور وكان قد استحسن المنزل وقت الزيارة فأنتقل اليه فبنى فيه مسجدا.
وفي السير فصار كهفا ومأوى لأهل الإسلام وله أمراة صالحة من خيار المسلمين ورعا
Shafi 301