al-Siyar
السير
Mai Buga Littafi
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Nau'ikan
وقال أبو زكريا حدث بعض أصحابنا أن عبد الوهاب أرسل ألف دينار إلى المشرق إلى أخوانه بالبصرة أن يشتروا له بها الكتب فلما وصلهم الالف اشتروا بها رقا فنسخوا له فيها وقر أربعين جملا كتبا فلما بلغته تشمر وجد لقراءتها ليلا وبعض أوقات النهار وقيل يجرد ثيابه الا السراويل فختمها فقال الحمد لله اذ وجدت جميع ما فيها محفوظا عندي ولم أستفد منها الا مسئلتين ولو سئلت عنهما لأجبت فيهما قياسا كما رسما في الكتب وهذا من كثرة علمه وقوة فهمه واتقاء قريحته وتهيء نفسه لإكتساب العلوم وبيت الرستميين احتوى على علوم كثيرة من فقه وإعراب ولغة وفصاحة وعلم نجوم وعن بعضهم انه قال معاذ الله أن تكون عندنا أمة لا تعلم اين بات القمر وقيل إن عبد الوهاب بات مع أخت له يتعلمان مسائل الفرائض فلم يطلع عليهما الفجر الا وهما قد تعلماها جميعا وقال ابن.
قال ابن سلام قال قائل من علماء أهل المشرق لا أعلم بمن يخرج دماء أهل القبلة في زماننا هذا الا عبد الرحمن بن رستم بالمغرب وأبو يزيد الخوارزمي يعني والله أعلم أنك لا تتقدم على سفك الدماء الا بفتيا أحد الرجلين من غزارة علمهما وورعهما وتحفظهما وقال الإمام عبد الوهاب رحمه الله ذاكرت أبا مرداس في الوجوه التي تحل بها الدماء أو بأحدها فذكرت أحدها فتنكر وتكره فأمسكت عن باقيها كذا قال أبو العباس أحمد بن سعيد في كتاب طبقات العلماء والصالحين من أهل الدعوة.
وكفاك في فضل الإمام وعدله قول أبي مرداس
Shafi 162