al-Siyar
السير
Mai Buga Littafi
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Nau'ikan
به فخذوه فذهبوا فحملوه إلى مأمنهم فاذا صاحبهم قتيلا فخيب الله سعيهم وأظهر بغيهم وأخلف ظنهم فخرجوا منها خائفين أن يجازوا بما صنعوا ثم أن شعيبا أبا المعرف حرض ابن فندين على مناجزة الإمام بالقتل خشية أن يرجع الرسولان من المشرق فتقوم عليهم الحجة فينتقض ما ابرموا وينفتق ما رتقوا لأنهم زينوا للضعفاء أمورا وزخرفوا لهم ما يحسبونهم به محقين فصاروا ينتظرون الغرة والغفلة فخرج الإمام يوما لبعض حوايجه فانتهزوا الفرصة فبادروا المدينة ففطن بهم قبل دخولها فتلقاهم الناس وكان أفلح بن عبد الوهاب يمشط راسه وقد ظفر منه نحو الشطر وبقى الشطر فأخذ سلاحه وترسه فوقف لهم على باب المدينة وقد كادوا يدخلونها ونشب احدى رجليه على العتبة السفلى من باب المدينة فانسلخ رجليه إلى العرقوب وجالدهم حتى لم يبق في مدرقته ما يصلح أن يكون وقاية فأخذ احدى مصرعي باب المدينة فأتقى به وابن فندين بين يديه يضرب الناس يمينا وشمالا وعلى رأسه بيضتان فضربه فقسمه نصفين فنشب السيف في الصفا من شدة الضربة فلما مات انهزمت أصحابه فقدم الإمام فوجد القتلى على باب المدينة فصلى عليهم جميعا طمعا في اجتماع الكلمة بعد الفرقة وقيل عدد القتلى تقرب من اثنى عشر الف قتيلا والله اعلم فاراد جماعة رد الباب عن المصراع الذي نزع أفلح فلم يقدروا فقالوا له أردد ما نزعت فقال
Shafi 150