============================================================
تقديه مناسبا هذا الفن العلمي الممتع، وأثره في سلوك الفرد والمجتمع، حيث قال: 1فإنه لا يخفى على عاقل أن علم التاريخ مما يعين على الاقتداء بالصالحين، ويرشد إلى طريقة المتقين؛ ل لأن فيه ذكر أخبار من مضى من صالح وطالح، فإذا سمع العاقل أخبار الصالحين اشتاقت فسه إلى اقتفاء آثارهم، وإذا سمع أخبار الصالحين أشفقت نفسه أن يكون من جملتهم فتراه بذلك يقتفي آنار من صلح ويتجنب أحوال من طلح، فيحاهد نفسه حق الجهاد فيستحق بذلك من الله العون والتوفيق1.
و لا ريب، أنه من هذا المنطلق كان اهتمام أهل الإسلام بالتاريخ رواية وتدوينا، لكي يستفيدوا عبرا وعظات من أحوال من سبقهم من الأمم، ولعله كان ذلك هاديهم ومرشدهم وقائدهم إلى الاهتمام بتاريخ نبيهمهم وسيدهم وحبيبهم محمد في جميع أحواله وأطوار حياته، منذ مولده الشريف وحتى موته العظيم المؤثر والمدوي في سمع الزمان، لقد سخل المسلمون حياة متمد -عليه الصلاة والسلام- الحافلة بالعطاء شريعا وحكمة وسلما وحربا، سرايا وغزوات.
وقد أطلق على ذلك التاريخ المجيد فيما بعد اسم "السيرة7، أي سيرة الني حق أصبحت لفظة "السيرة1 علما أو حقيقة عرفية على تاريخ سيدنا وحبيبنا حمد وقد ظهرت لفظة "السيرة" السيرة النبوية كما يقول المؤرخون على لسان الوالي الأموي خالد بن عبد الله القسري (ت:126ه) عندما أمر ابن شهاب الزهري (ت:124ه) أن يكتب له السيرة النبوية، قائلا له اكتب لي النسب، فبدأ الزهري بنسب مضر، فقال له خالد: اقطعه قطعه الله، واكتب السيرة ومنذ ذلك الحين أخذ اهتمام المسلمين في الازدياد من كتابة السيرة النبوية الشريعة فظهرت سيرة ابن إسحاق ومغازي الواقدي وهما بجمعنى واحد. وعبر امتداد التاريخ
Shafi 11