214

Kariyar Mutum

صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان

Mai Buga Littafi

المطبعة السلفية

Lambar Fassara

الثالثة

Inda aka buga

ومكتبتها

تعالى، فما تفعلون في أعمالهم الشركية من دعاء غير الله واستغاثة والنذر والنحر؟ فإن الشرك لا يتوقف على اعتقاد تأثير غير الله، بل إذا صدر من أحد عبادة من العبادات لغير الله صار مشركًا سواء اعتقد ذلك الغير مؤثرًا أم لا.
قوله: وأما منع التوسل مطلقًا فلا وجه له مع ثبوته في الأحاديث الصحيحة، وصدوره من النبي ﷺ وسلف الأمة وخلفها.
أقول: لا نمنع التوسل مطلقًا كما بينا فيما تقدم، إنما نمنع منه ما هو متضمن لعبادة غير الله، أو لما نهى عنه الله ورسوله، أو كان محدثًا لم يدل عليه دليل من الكتاب والسنة الثابتة، وأما الأحاديث التي ذكرها صاحب الرسالة ويزعم أنها صحيحة فقد تقدم الكلام عليها، فتذكر.
قوله: فهؤلاء المنكرون للتوسل المانعون منه منهم من يجعله محرمًا، ومنهم من يجعله كفرًا وشركًا، وكل ذلك باطل، لأنه يؤدي إلى اجتماع معظم الأمة على ضلالة.
أقول: قد عرفت فيما تقدم أن التوسل له أقسام: بعضها مشروع، وبعضها شرك ومحرم، وبعضها مكروه وبدعة، فالذي نجعله محرمًا أو كفرًا وشركًا أو بدعة لا نسلم اجتماع معظم الأمة عليه، والذي عليه اجتماع معظم الأمة لا نقول بكونه شركًا أو محرمًا أو بدعة.
قوله: لقوله ﷺ في الحديث الصحيح "لا تجتمع أمتي على ضلالة". قال بعضهم: إن هذا حديث متواتر.
أقول: الحديث رواه الترمذي في أبواب الفتن من حديث ابن عمر ولفظه هكذا: إن رسول الله ﷺ قال: "إن الله لا يجمع أمتي -أو قال أمة محمد- على ضلالة. ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار". هذا حديث غريب من هذا الوجه. وسليمان المديني هو عندي سليمان بن سفيان. اهـ.
قلت: هذا حديث ضعيف، ففي سنده سليمان بن سفيان قال الذهبي في الميزان:

1 / 215