فردت سميرة: يعني شاف نفسه في المرآة ضحك على نفسه.
شاف الناس ضحك أكثر صعبوا عليه راح يساعدهم.
سألت زينب: يساعدهم في إيه؟
قالت سميرة: يعني يعمل شغلهم بعد ما يناموا. أصل الحكاية إنه في يوم راح بيت واحد جزمجي، كان رجل فقير وغلبان هو وامرأته وعياله، ولا عنده جلد يعمل به الجزم ولا حاجة؛ قام القزم صعب عليه أنه فقير، راح اشترى له جلد من معه، وقعد على الكرسي وقعد طول الليل يشتغل لغاية ما عمل الجزمة بتاعة الرجل الجزمجي. الرجل باع الجزمة لواحد زبون واشترى جلد يعمل به جزمة ثانية. قطعه بالليل لأجل يعمل منه جزمة تاني يوم، وتركه على الترابيزة ودخل نام، جاء القزم وقعد يشتغل طول الليل. الصبح صحا الجزمجي من النوم لقى الجزمة جاهزة على الترابيزة، فرح خالص وباع الجزمة واشترى جلد يعمل به جزمتين، وقطعه وتركه على الترابيزة والصبح لقى الجزمتين جاهزتين. قال لامرأته لازم ملاك من السماء عرف أننا فقراء وطيبين جاء يساعدنا، لازم نصحى الليلة ونشوف من هو. وضع الجلد على الترابيزة بعد ما قطعه ووضبه وقعد هو وامرأته سهرانين علشان يشوفوا الملاك الطيب من غير ما يشوفهم. في عز الليل دخل القزم على أطراف أصابعه وقعد على الكرسي، وراح يخبط بالشاكوش ويدق المسامير لغاية ما عمل الجزمة وقام روح. الجزمجي قال لامرأته: شوفي القزم الغلبان؛ عريان وما عليه هدوم، لازم نفصل له بدلة لأنه ساعدنا وخلى الزبائن تكتر عندنا. ثاني ليلة جاء القزم لقى بدلة وكرافتة وجزمة صغيرة على قد رجليه على الترابيزة، لبسهم وقعد يتنطط ويرقص ويغني، ومن يومها وهو فرحان، وكل ما يلقى واحد مسكين يساعده.
قالت زينب: ويساعدني يا ستي؟
قالت سميرة وهي تتثاءب: طبعا، ويتزوجك كمان.
وتسللت زينب إلى الصالون وجلست تنتظره. كانت رأسها تلف وتدور كالنحلة، وجسمها مفككا من التعب والجري والطلوع والنزول طول النهار، وعندما دقت الساعة المعلقة على الحائط في الصالة كل دقاتها وجدته يفتح عليها باب الصالون ويدخل، كأنه نزل من السماء أو طلع من بطن الأرض. اقترب منها وهمس في أذنها: زينب، زينب، أنا جئت.
قالت: حضرتك القزم؟ قال وهو يضحك ويخرج لها لسانه: أي خدمة؟ قالت: عندي العجين اعجنه، والغسيل اغسله، والفرش وضبه، واكنس وامسح ونظف وهات الحاجة من السوق. فوجدته يجري كالبلية إلى المطبخ وهات يا شغل. الأطباق في دقيقة كانت نظيفة كالفل، الحوض أبيض من المرآة، الغسيل غسله وراح نشره في البلكونة، الدقيق وضعه في حلة، ورش عليه ماء وهات يا شغل. بعد ما انعجن العجين راح يجري على الفرن، شمر هدومه وحماه وراح يلقمه رغيفا برغيف. بعدما انتهى من العجين والخبيز راح يمسح ويكنس وينفض التراب ويحضر الإفطار ويصحي العيال، وكل ما ينتهي من حاجة يفرك يديه ويرقص ويغني ويطلع لسانه، وبعدما الشقة أصبحت تشف وترف مثل العروسة هزها وقال: زينب، بنت يا زينب!
قالت : من ؟ من؟
قال: أنا القزم، جئت أساعدك، أصلك صعبت علي.
Shafi da ba'a sani ba