قلت وأنا أحني قامتي لأدخل حجرة ضيقة: دي أودة إيه؟
فقال عم إبراهيم: دي بقى أول أودة، كان فيها تابوت فاضي مفيش غيره، تخش منها على تاني أودة. استنى أما أولع الشمعة فيها هدوم توت عنخ وعصيانه، وقول زلعتين كمان.
فقلت متعجبا: زلعتين!
فهتف كأنه ينكر جهلي: أمال أنت فاكر إيه؟ الراجل يقوم عطشان، يبل ريقه. - طيب والأودة دي؟
وكنا قد وصلنا إلى قاعة كبيرة. - هنا بقى تمثالين، هو ولا مؤاخذة، والست بتاعته، وجنبهم العربية بتاعتهم، جايز الراجل يجيله مزاجه. - مزاجه؟ - أمال! يقوم يتفسح هو وجماعته شوية، يشموا هوا. القصد، تعرف لقينا الزمارة فين؟
وأعملت فكري لأتذكر معلوماتي الضئيلة عن المقبرة ومكتشفيها وسألته: قصدك النفير؟ - باقولك زمارة توت عنخ.
وثبت عم إبراهيم الشمعة على الأرض وقال لي وهو يجلس: تعال نقعد هنا تعال. من يومها ويعملوني حارس. أقول لك الحق؟ أنا كنت خايف موت، ما هو أنا اللي لقيتها بقى. ولما وريتها للخواجة قال لي برافو يا خبيبي، إنت كويس كتير. حطتها تحت باطي، ونمت.
ليلتها نام عم إبراهيم على باب المقبرة. كان الأنفار قد هدهم التعب طول النهار، وسهروا يشربون الشاي الثقيل، وينفضون التراب عن أرواحهم وأجسامهم، ويثرثرون عن الفراعنة حتى زحف النوم إلى عيونهم، وبقي عم إبراهيم سهران. - ما تعرفش إيه اللي جرالي من ورا الزمارة دي، حاجة ورا العقل، وثبت عينيه بالسقف، كأنه ينتظر أن ينشق عن الملك الجميل يتقدم إليه ويصافحه ويقول له: إزيك يا عم إبراهيم!
وفي نص الليل ألاقي لك اللي بيخبط على كتفي. قمت مفزوع من عز النوم. لقيت اللي واقف قدامي. قلت بسم الله الرحمن الرحيم. مين؟
قال: أنا توت.
Shafi da ba'a sani ba