قالت أمي: «حسنا اخلعيها.»
فقالت الخالة دودي بصرامة: «ليس هنا، فهناك مرحاض للسيدات، خلف كنيسة سانت جون كان هناك مرحاضان خشبيان، كمراحيض المدارس.»
قلت لأمي: «إذا خلعتها فلن يكون هناك أي ملابس على جسدي.» كنت أشعر بالخزي؛ إذ لم أتصور أن أمشي في الكنيسة في ثوب علوي أزرق بدون ملابس داخلية، وأن أقف لأغني الترنيمات ثم أجلس، كل هذا وأنا دون ملابس داخلية، وأن أجلس على مقاعد الكنيسة الباردة دون ملابس داخلية.
كانت الخالة دودي تبحث في حقيبتها وتقول: «أتمنى لو كان لدي دبوس لكني لم أعثر على شيء. يمكنك أن تسرعي لخلعها ولن يدري أحد بما جرى. يا لك من محظوظة! فليس هناك رياح.»
بيد أنني لم أتحرك من مكاني.
فقالت أمي بكثير من الشكوك: «حسنا لدي دبوس واحد، ولكن لا أستطيع إخراجه؛ فقد تمزق حزام ردائي الداخلي هذا الصباح عندما كنت ارتدي ملابسي؛ ولذلك وضعت دبوسا لأثبته؛ ولذلك لا يمكنني فكه.»
كانت أمي ترتدي ثوبا رماديا منقوشا بالزهور الصغيرة التي بدت كما لو أنها مطرزة عليه، وتحته رداء داخلي رمادي؛ لأن الثوب كان شفافا يمكن أن ترى من خلاله. كانت تعتمر قبعة ذات لون وردي كئيب مطابق للون بعض الزهور التي تلون بها الفستان، وكانت تلبس قفازات عليها نفس الزهور تقريبا، وتنتعل حذاء أبيض يكشف عن أصابع قدميها. كانت غالبا ترتدي كل ذلك خصوصا عندما تكون في كنيسة سانت جون. وكانت تتصور أنه سيكون صباحا مشمسا، مع صوت رنين الأجراس، تماما كما يحدث الآن. بالطبع كانت تخطط لذلك وتتصوره تماما، كما أخطط وأتصور في بعض الأحيان ما سوف أرتديه عندما أذهب إلى حفلة.
أردفت أمي: «لا أستطيع خلع الدبوس وإلا فسوف ينزلق ردائي الداخلي.»
ردت الخالة دودي: «الناس يتوافدون!» «إما أن تذهبي إلى المرحاض وتخلعيه أو تذهبي وتجلسي في السيارة.»
اتجهت إلى السيارة، وكنت في منتصف الطريق إلى بوابة المقبرة عندما نادتني أمي، وقادتني إلى مرحاض السيدات، ودون أن تنطق بكلمة واحدة وضعت يدها داخل جيب ملابسها وأخرجت دبوسا. أدرت ظهري ولم أقل شكرا؛ لأنني كنت غارقة في شعوري بسوء حظي ومتأكدة أن ما تفعله هو من حقي، وقامت بربط خاصرة ملابسي الداخلية. ثم قادتني أمي بعيدا عن طريق المرحاض وحول جانب الكنيسة. كنا قد تأخرنا والجميع قد دلفوا. كان علينا أن ننتظر، فيما راحت الجوقة بقيادة القس يسيرون بالممر في وقع المراسم الدينية.
Shafi da ba'a sani ba