استأنفت الخالة دودي: «هل تتصورين أكثر يوم سخونة في الصيف؟ كنت أبقى أنا وأمك في المنزل ولم نكن نهتم لذلك كثيرا، ولكن كان على ألن أن يذهب إلى مخزن التبن، حيث كانوا يقومون بتخزين التبن. كان والدي يقوم بإحضاره من الحقول وكان ألن يقوم بنشره حتى يجف، كما كان الخال جيمس يقدم المساعدة أيضا.»
أكملت أمي: «جيمس كان ينتقي التبن، وكان والدك يقود السيارة ويرفع الأحمال عليها.»
فأردفت الخالة دودي بلهجة المتعاطف: «وكانوا يتركون ألن في مخزن التبن، وما أدراك كيف يكون مخزن التبن في مثل ذلك اليوم، إنه كالجحيم على الأرض، لذلك كانت فكرة طيبة أن نقدم له بعض عصير الليمون. لقد نسيت أن أخبركم عن بذلة العمل في البداية.»
ثم أضافت: «لقد أحضر ألن بذلة العمل لأصلحها في الوقت الذي كان فيه الرجال يتناولون العشاء، وكان يرتدي سروالا قديما ثقيلا، وقميصا للعمل، كانا بالطبع يشعرانه باحترار شديد، فأعتقد أنه خلع قميصه داخل الحظيرة. لكنه كان يريد بذلة العمل؛ لأنه كما تعلمون سيشعر بالبرودة بسبب سخونة الدورة الدموية بعد خلع الثياب الثقيلة. لقد نسيت ما كان مثبتا على هذه الملابس، ولكنها كانت أشياء صغيرة وقليلة. لا بد أنه كان يعاني في تلك السراويل القديمة عند ارتدائها، وهو ما اضطره لأن يطلب مني ذلك؛ لأنه كان خجولا للغاية. كان في ... كم كان يبلغ من العمر حينذاك؟»
أجابت أمي: «سبعة عشر عاما.» «ونحن الاثنتين كنا في الثامنة عشرة. وكان ذلك قبل ذهابك إلى نورمال بعام واحد. حسنا، أخذت سرواله وقمت بإصلاحه، وهو شيء بسيط قمت به وأنت تقدمين العشاء لهم. وجلست في زاوية المطبخ إلى جانب ماكينة الخياطة عندما خطرت لي فكرة، هل تتذكرين؟ لقد تظاهرت أنني أناديك لتفردي معي الثياب، وقد رأيت ما أفعل، ولم تضحك إحدانا أو تختلس نظرة إلى الأخرى، أتذكرين؟» «كلا.» «لأن الفكرة التي خطرت لي هي أن أخيط السحابة!
وبعد وقت العصر بقليل، خرج معهم إلى العمل مرة أخرى، وجاءتنا فكرة عصير الليمون، فأعددنا ملء دلوين. ثم قمنا بإخراج أحدهما للرجال الذين يعملون في الحقل، ناديناهم ووضعنا الدلو تحت شجرة. وأخذنا الآخر وقدمناه له عند مخزن التبن، وقد استخدمنا كل الليمون الذي كان لدينا، ومع ذلك لم يكن العصير ثقيلا بدرجة كافية، وأذكر أننا اضطررنا لوضع الخل عليه، وأتذكر أنه لم يلاحظ ذلك، فلم أر قط أي شخص مثله بهذا القدر من العطش في حياتي، كان يشرب دون أن يحاول التذوق، وكنا نقف ونراقب، ولكن كيف نمنع أنفسنا من الضحك؟»
عقبت أمي: «لم أكن لأعرف لو كنت مكانه.»
واستأنفت الخالة دودي: «ثم أخذنا الدلو وتوجهنا إلى المنزل وانتظرنا حوالي ثانيتين قبل العودة مرة أخرى، واختبأنا في الصومعة، التي كانت مثل الفرن أيضا ، ولا أعرف كيف تحملنا ذلك، ولكننا اعتلينا أكياس الأعلاف ووجدت كل منا لنفسها فرجة أو ثقبا أو شيئا من هذا القبيل لتختلس النظر منه عليهم. كنا نعرف أن الرجال يبولون في زاوية الحظيرة دائما ويبولون أسفل المجرفة عندما يكونون في الطابق العلوي. أما في الإسطبل فأعتقد أنهم يبولون في القناة. وبعد قليل بدأ في السير في هذا الاتجاه وترك شوكته وأخذ يمشي متبخترا، وكان العرق ينهمر على وجوهنا من فرط الحرارة، وكنا نضع أيدينا على فمنا حتى لا تفضحنا ضحكاتنا. أوه، كم كنا قساة عليه! كان الأمر سهلا بالنسبة له في البداية، أليس كذلك؟ ثم عندما اكتشف الأمر زاد شعوره بالحاجة إلى التبول؛ وأخذ ينظر لأسفل متسائلا عما يحدث. وسريعا ما أخذ يجذب بذلته ويحاول نزعها بكل وسيلة ممكنة لتحرير نفسه. ولكنني خيطت السحابة خياطة قوية. وأتساءل متى اكتشف الأمر؟ متى عرف ما حدث؟» «حقيقة أنا أعتقد أنه لم يكن غبيا قط.» «لم يكن يوما كذلك، لا بد أنه استنتج المكيدة برمتها، من عصير الليمون وغيره. الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه لم يفكر فيه هو أن يتصور إقدامنا على الاختباء في الصومعة، وإلا فما كان ليفعل ما أقدم عليه بعدها.»
قالت أمي بحزم: «نعم ما كان ليفعل ذلك؟» «لا أدري، لعله تجاوز مرحلة الاهتمام بالتصرف اللائق، أليس كذلك؟ لقد تجاوز هذه المرحلة وما حدث أنه مزق بذلته تماما، وتمكنا نحن من رؤية كل ذلك.» «كان ظهره في اتجاهنا.» «كلا، بل كان يقف قبالتنا، وعندما تبول رأينا كل شيء، ثم أولانا جانبه.» «أنا لا أتذكر ذلك.» «حسنا، أنا أتذكر. فأنا لم أر الكثير من هذه المشاهد؛ لذلك لا أستطيع أن أنسى.»
صاحت أمي مستهجنة: «دودي!» ولكن يبدو أن أوان التحذير قد فات (فقد كانت أمي دائما تقول أنا لا أحب الاستماع إلى هذه الأحاديث). «أوه! أنت لم تهربي، أليس كذلك؟ ألم تبقي عينك في الفرجة التي كنا ننظر منها؟»
Shafi da ba'a sani ba