Asirin Sana'ar I'irab
سر صناعة الإعراب
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية بيروت
Lambar Fassara
الأولي ١٤٢١هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٠م
Inda aka buga
لبنان
Nau'ikan
Nahawun da Tsarrafi
وعلى هذا حملوا قول الآخر:
ويها فداء لك يا فضاله ... أجره الرمح ولا تهاله١
قالوا فتح اللام لسكونها وسكون الألف قبلها.
واختار الفتحة لأنها من جنس الألف التي قبلها، فلما تحركت اللام لم يلتق ساكنان، فتحذف الألف لالتقائهما، على أن أبا علي قد ذهب في "تهاله" إلى شيء غير هذا الذي ذهب إليه أبو العباس، وفيه طول وفضل شرح، فنتركه، لأن فيما أوردناه مقنعا بإذن الله.
فإن قيل: فلم سلبت الهمزة من أم فتحها٢، هلا تركتها همزة، ثم حركتها لالتقاء الساكنين؟ وما الذي دعاك إلى قلبها بعد تسكينها ألفا، حتى احتجت إلى أن تقلب الألف همزة.
فالجواب أن العرب لم تسلب هذه الهمزة حركتها إلا للتخفيف، ألا تراهم قالوا مراة، وكماة، ولم يقولوا: مرأة وكمأة.
فعلى هذا ينبغي أن يحمل عندي قوله: "أيوم لم يقدر أم يوم قدر" ويكون ارتكابك هذا الذي قد شاعت مثاله عندهم وإن كان فيه بعض اللطف والغموض، أسهل وأسوغ٣ من حذفك نون التوكيد، لأمرين:
_________
١ البيت لم أعرف قائله وقد أورده اللسان في مادة، "فدى"، وفي "هول" ولم يعين قائله، كذا أورده أبو زيد الأنصاري في النوادر ولم يعين قائله.
ويها: كلمة إغراء وحث وتحريض "تكون للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث"، فإذا أغريت رجلا قلت له: ويها يا فلان. وهو تحريض كما تقول: دونك يا فلان.
وقد ورد في النوادر "ص١٣" تعليقا على البيت ما نصه: "أجره" كسر الراء للالتقاء الساكنين، ولو فتح كان أجود، وأثر التخلص بالكسر، كما يقول ابن جني، لمجاورة الراء للجيم المكسورة، وكلمة "فداء" رويت مكسورة الهمزة وبفتحها منونة، أما الكسر فلأن من العرب من يكسر الهمزة إذا جاورت لام الجر خاصة، وأما فتح الهمزة فبتقدير عامل محذوف.
أما فتح اللام في تهاله، فقد وجهه ابن جني بعد البيت، ولا داعي لإعادته.
٢ يريد فتح همزة أم في قول الشاعر فيما سبق: "أيوم لم يقدر أم يوم قدر".
٣ أسوغ: أسهل وألين، وعطف أسوغ على أسهل ترادف يفيد التوكيد، ويسمى أسلوب الإطناب.
1 / 96