Sirrin Fasaha
سر الفصاحة
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Lambar Fassara
الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م
من يلق يومًا على علاته هرمًا ... يلق السماحة منه والندي خلقًا
وقال أبو نواس:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها ... لو مسها حجر مسته سراء
وهذا عندي لا تعلق له بالنقد لأن التأليف في هذا الترديد كسائر التأليف في الألفاظ التي لا يستحق به حمدًا ولا ذمًا ولا يكسبها حسنًا ولا قبحا.
وقد صنف قوم في نقد الشعر رسائل ذكروا فيها أبوابًا من الصناعة لا تخرج عما ذكرناه في كتابنا هذا إلا أنهم ربما جعلوا للمعنى الواحد عدة أسماء كالترصيع الذي يسمونة ترصيعًا وموازنة وتسميطا وتسجيعًا وهو كله يرجع إلى شئ واحد وإذا وقف على ما صنفوه في هذا الباب وجد الأمر فيما قلنا ظاهرًا والتكرير بينا واضحا.
وقد يذهب كثير ممن يختار الشعر إلى تفضيل ما يوافق طباعه وغرضه ويذهب قوم إلى اختيار ما لم يتداول منه حتى يكون للوحشي الذي لم يشتهر مزية عندهم على المعروف المحفوظ ويخالفهم آخرون فيختارون ساير الشعر على خاملة ومشهورة على مجهولة ويستحسن قوم الشعر لأجل قائله فيختارون أشعاره السادات والشارف ورؤساء الحروب ومن يوافقهم في النحلة والمذهب ويمت إليهم بالمودة أو النسب وهذه كلها أقوال صادرة عن الهوى ومقصورة على محض الدعوى من غير دليل يعضدها ولا حجة تنصرها والطريق الذي يؤدى إلى المقصود من معرفة المختار الألفاظ والمعاني هو ما ذكرناه ونبهنا عليه ومن تأمله علم الإصابة فيه بمشيئة الله وعونه.
1 / 285