171

Sirrin Fasaha

سر الفصاحة

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

ومن هذا الجنس أيضًا الابتداء في القصائد فإنه يحتاج إلى تحرز فيه حتى لا يستفتح بلفظ محتمل أو كلام يتطير منه وقد روى أن ذا الرمة أنشد هشام بن عبد الملك قصيدته البائية فلما ابتدأ وقال: ما بال عينك منها الماء ينسكب ... كأنه من كلى مفرية سرب قال هشام: بل عينك١ وقد كان أبو الطيب افتتح قصيدته التي مدح فيها عضد الدولة بقوله: أوه بديل من قولتي واها ... لمن نأت والحديث ذكراها فقال له: أوه وكيه ويقال إن بعض الشعراء٢ دخل على الداعي العلوي٣ في يوم مهرجان فأنشده: لا تقل بشرى ولكن بشريان ... غرة الداعي ويوم المهرجان فبطحه وضربه خمسين عصًا وقال: إصلاح أدبه أبلغ في ثوابه. وكان شيخنا يعيب قول أبي الطيب: إذا ما لبست الدهر مستمعًا به ... تخرقت والملبوس لم يتخرق ويقول: إذا طولب الشاعر بحسن الأدب وجب أن لا يقابل الممدوح بمثل هذا الكلام.

١ كانت عين هشام تدمع دائما فظن أنه يعرض به. ٢ هو نصر بن نصر الحلواني المشهور بابن مقاتل. ٣ هو محمد بن زيد صاحب طبرستان.

1 / 183