الجاء ولا إكراه. ونحن نريد الكلام الحسن على أسهل الطرق واقرب السبل وليس بنا حاجة إلى المتكلف المطرح وإن ادعي علينا قائلة أن مشقة نالته وتعبًا مر به في نظمه.
وورود القوافي متمكنة في الأشعار المختارة موجود ومنه قول أبي عبادة:
أخيال علوة كيف زرت وعندنا ... أرق يشرد بالخيال الزائر
طيف ألم لها ونحن بمهمه ... قفر يشق على الملم الخاطر
أفضى إلى شعث تطير كراهم ... روحات قود كالقسي ضوامر١
حتى إذا نزعوا الدجي وتسربلوا ... من فضل هلهلة الصباح النائر٢
ورنوا إلى شعب الرحال بأعين ... يكسرن من نظر النعاس القاتر
أهوى فأسعف بالتحية خلسة ... والشمس تلمع في جناحي طائر
وقول أبي الطيب المتنبي:
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... وجداننا كل شئ بعدكم عدم
إن كان سركم ما قال حاسدنا ... فما الجرح إذا أرضاكم ألم
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة ... إن المعارف في أهل النهى ذمم
وقول أبى العلاء بن سليمان فيما قرأته عليه:
ردى كلامك ما أمللت مستمعًا ... ومن يمل من الأنفاس ترديدا
باتت عرى النوم عن جفني محللة ... وبات كوري على الوجناء مشدودا