تقف أول ساعة من يوم السبت مستقيل الغرب بثياب سوداء وزرق بأبخرة مذكورة مثل اللبان والحرمل وقشور الرمان والخردل البري ثم تقول في وقت سعيد من تثليث أو تسديس مناط إلى شرف فتقول أيها السلطان الأعظم والملك العرمرم مالك الفلك التابعة له النجوم الخاسف المزلزل : زحل أنت أشرف الكواكب وسيدها وقائدها ومؤيدها أسألك أن تعطيني وأن تمنحني ما يصلح منك لي وتقول يوم الأحد عند طلوع الشمس وأنت مستقبلها بهمة مصروفة إليها أيتها السيدة الرفيعة والملائكية المطيعة والمدبرة الكبيرة التي جادت بفيضها على الظلم فصارت أنوارا . ذاتها طاهرة وسلطنتها قاهرة أسألك أن تعطيني ما يصلح منك لي . واصرف همتك إلى وأنت الملكة العزيزة والسلطانة الحريرة بحق من سخرك وهو الملك العظيم وتمول أول ساعة من يوم الاثنين أيها الكوكب الأظهر والقمر الأبهر البارد الرطب الحال في الفلك المعتدل البارد اللطيف أسألك بحقك وبحق الملك المعطيك من نوره أسألك أن تعطيني ما يصلح منك لي وتقول في يوم الثلاثاء مخاطب المريخ أيها السلطان صاحب السيف والسفك ذو الحربة النارية والفتن الأرضية صاحب الحرب والصلاح والدم أسألك بحق سلطنتك ودولتك وقهرك أن تعطيني ما يصلح لي منك وتخاطب يوم الأربعاء للعطارد فتقول أيها الكوكب اللطيف الشريف والكوكب الكاتب الحاسب العالم ممازج الفلك ووزيره وملاطفة ومشيرة بلطافة أخلاقك وطيب أعراقك وحسن سمعتك وصفاتك الحميدة وأخلاقك المجيدة الحسنة الطيبة أن تعطيني ما يصلح لي منك ولتكن على الماء في فروج من حشيش أخضر وهواء لطيف بنفس فرحة وريح طيب وأنت متصف . بصفات الكتاب وتبخر في يوم الخميس للمشتري فتقول في دعائك أيها الكوكب الدين الصالح التقي الرفع البديع المطيع السميع السريع الذاكر الشاكر الناشر الحامد الباهر الخائف المستغفر عندك أكثر أحياء الأموات والذي يبرئ من كل داء أسألك بحق دينك وأمانتك ومودتك ومروءتك وطاعتك أن تعطيني ما يصلح إلى منك وتقول في يوم الجمعة مخاطبا للزهرة أيتها النفس الطاهرة والزهرة الزاهدة الباهرة ذات اللهو والطرب والرقص واللعب والشرب والأكل الفرحة النزهة الناظرة المزينة الطائعة لربها الحرة الطاهرة أسألك أن تعطيني ما يصلح منك لي فأما يوم السبت فهو مخصوص عندهم لموسى لأنه زحلي والأحد مخصوص بسليمان وجماعة من الأنبياء وصاحبة الشمس وفيه يتبخر الملوك لها ويوم الاثنين هو للقمر يصبح للوزارات والوزراء ويوم الثلاثاء للمريخ وفيه بخر إبراهيم الخليل ويوم الأربعاء لعطارد وفيه بخر زرادشت . وهو نبي المجوس صاحب كتاب سبطا ويوم الخميس مخوض به عيسى . وأما يوم الجمعة فهو لمحمد صلى الله عليه وسلم فالذي يطلب من زحل وهو حيوان مثل المنافع الأرضية وإظهار الكنوز وشق الأنهار والأشجار وأما ما يخص الشمس فمثل الملك والملكة والقمر لائق بالوزارات والمريخ بالحروب والبأس وعطارد للكابة والنقش والحساب والهندسة والعلوم الدقائق والعزائم ومخاطبات الجن كما سبق ذكره وأما المشتري فهو للزهد والديانة وحل الطلسمات السماوية ثم الجمعة للزهرة قالوا إنما أمر باجتماع الخلق عند نصف النهار في هيكل العبادات لاجتماع خواص الأنفاس ليؤثر ذلك في حصول المطالب لشرف نفسه الفياض منه على تابعيه من قولهم في لحظة واحدة اللهم صل على محمد وآل محمد . وأعلم أن الناس قد اختلفوا في الخاصية كما ذكرناه في أول الكتاب وخواص النيات والحيوان كثيرة وقد ذكرنا منها فصلا طويلا زائدا خارجا عن الحاجة وكم في الحيوان من خواص لا تعرفه مثل مرارة الدب للسمن وشحمها أيضا ولحمها مع تحريمه يذهب بالأرياح . وأكباد الأرانب تنفع الأكباد . وعيونها للعيون وشمها للأرباح ويصلح منه طلا لمعنى وشحم الخنزير في علف الدواب ودهن البيض للشعر وما قطع من الكرم ينفع في الشعر ودهن الشوك والحنطة للثواليل وشحم القنفذ للأرياح وقصبه مع السكر للطحال وزنا وسفا . ومخ الحمار قاتل . وفي الهدهد منافع ذكره صاحب كتاب الحيوان والجوز الهندي في الهرايس نافع للجماع ومعاجين وأدهان للقيام . والحرارات الغالبة قاتلة وهكذا البرودات والماء عقيب الطعام متلف وحقن البول أتلف والفصد محمود الحجامة أحمد والقيء ينظف والقليل من لباب الخيار نافع والشوذاج للمبرود أجمل والحنطيات لصاحب الجماع يعنى . وأكل الهرايس أفضل . وشراب الرمان في المعدة موحل . والبطيخ فيه فوائد مطعم ومشرب وريح طيب ومقطع سال ومدر البول ومقطر لغسل المثانة ويذهب مع القئ الخلط . وفيه مضار ينشف الخلق ويزيد الصفراء ويورث الحكاك ودفعه بالسكنجبين . والقبيت المحلي يقطع الشهوات ويعصم ويسمن مع الريح الطيب . وخير الفواكه أنضجها وأجودها قبل الطعام إلا الكمثرى فقليله نافع بعد الطعام وتقليل البرد أجود لعينك : عن صفة الطبيب فدت . والجائع درهم أو أقل . وقد تصعب مداواة المتخوم . وسكره تعجيل الماء عقيب الطعام . ويستحب امتصاصه . ويكره عنه وأكل الحوامض في الصيف أنفع والشوداج في الشتاء . وانفع الفواكه الغدي مثل التين والعنب وانفع الرمان الملاسي قليلة بعد الطعام أو عند النوم وهو مضر بأصحاب الجماع لا سيما حامضه .
Shafi 70