الأشياء غير محصورة أعلم أن الخواص غير محصورة وليس لها تأويل يحل فتؤخذ بذواتها كالصبر المسهل والسقمونيا والشيء المقبض ليس علينا أن نسأل لم أسهل هذا أو قبض هذا فكيف نعترض طبيب الشرع فيما جاء به من التحليل والتحريم أو ليس حجر يشم يذهب النفخة فكيف تشك في شفاء خواص القرآن وما فيه من التحرير وفيه قوارع مخصوصة لمعاني مخصوصة مثل سورة الواقعة للغناء والمال وإذهاب الغم بسورة الدخان ورفع البلاء والتحرز بسورة الكهف وخاصيتها ( فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقيا ) ولا يجوز قراءة الآية وحدها إلا بإضافة السورة إليها كما قلتم لا يجوز استعمال الأدوية المفردة مسألة في تعجيز المنجم تقول يا حكيم هذا النجم الفاعل المتصرف في العبد المولد في نقطة الكرة كيف تصرف فيه بطبعه أم بجنسه أم بخاصيته فان قلت بالطبع فالطباع مختلفة وإن قلت بالجنس فذاك سماوي وهذا ترابي وإن قلت بالخاصية فالخاصية عرض لإبقاء له وإن سلمنا إليك بالخاصية فهل هي في نفس النجم أم في نفس الشخص فلا بد من الكشف والتبين وإقامة البرهان . أما السحر فهو عمل وكلام قد تداولوه بينهم في أوقاتي معلومة وطوالع معروفة وطلسمات مضروبة فإذا أردت أن تولد طلسما يصلح لما تريد فخذ من كل ثلاثة أحرف حرفا فإذا اجتمعت لك في التأليف فهو يصلح لما تريد فخذ من كل ثلاثة أحرف حرفا فإذا اجتمعت لك في التأليف ثلاثة أحرف من تسعة فهو طلسم يصلح لما تريد فأنظر في الاسطرلاب عند ساعة التأليف فهو يصلح لما دلت عليه الدقيقة من الساعة ومثاله أب ت ث فتأخذ الجيم والثاء أليق عوضا عن الجيم ج ح خ خذ الصاد ص ط ظ خذ العين فمصير عقربا لتدوير الحروف فضع صورتها على خاتم والقمر في العقرب تكف خاصيتها عنك أذى النساء ترمي الخاتم في الماء فينفع سقياه الملسوع وتلقي به سوءا بين من أردت وترش من مائه على سطح المبغض أو طريقة أو داره فإنه يستضر من سنة . وخذ صورة أسد والقمر في الأسد وانقشه على خاتم بسواد ومعه كلمة وهي : أتينا طائعين . فتدخل به إلى الملك فيذله الله لك . ذكر كلمات تذل الملوك : ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) ذل البحر لبني إسرائيل . شاهت الوجوه . فهم لا يبصرون . ولا يعقلون ولا يسمعون ذكر كلمات يأمن بها الخائف من السلطان بقدرة الله لا تزال تقول وأنت داخل إليه أو قاعد عنده في نفسك : يا قديم الإحسان بإحسانك القديم . ذكر كلمات تصدق بها عند لسان السلطان تقول عند الدخول عليه ( اليوم نختم على أفواههم ) . ( و لا يؤذن لهم فيعتذرون ) ( و صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) ( و لا يعقلون ) . ذكر كلمات تفرق بها بين جماعة فاسدة تخافهم تأخذ أفرادا من شعير حزام وتقول عليه أربع مرات هاطاش ماطاش هطاشنة . وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وترميه من حيث لا يشعرون وتنظر ما يصنع الله . ذكر ما يبغض بين الشخصين يكتب على بيضة وتسوى وتطعم : ( و مزقناهم كل ممزق ) . وحيل بينهم . قطعا بغضا ويكتب على بيضة مخيط عليها بخام مضيق سبع ضادات وتوضع في مجمرة ملة فإنها تستوي ولا تحترق الخرقة وتطعم البيضة للمحموم وكثير مثل هذا وقد حصرناها وشرحتاها في كتاب عين الحياة وهو صغير الحجم كثير الفوائد وفيه المقالة الإلهية التي هي سبب الجمع بين الأجساد ، الأرواح بطريق بعث الإكسير : أعلم أن الصناعة الإلهية لا تخلق إن كانت فتكون وإن لم تكن فليس بصحيح لأن جماهير الناس أجمعوا على : إن كانت فلا شك أن تكون . ودلالات المنقول والمعقول قائمة دالة على الجواز فالمنقول قوله تعالى : ( و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع ) زبد مثله وقوله قال : ( إنما أوتيته على علم عندي ) . وأما المعقود دل عليه عمل الصابون فإنه جامع بين الأضداد ماسك الطباع الدهنية والمائية والنارية فلما حصل تجميده على تجميده دل بتجميده على تجميده ولو لم تكن صناعة صحيحة لما كان الأبريز كثيرا لبعد المعدن وهي حالة مصنوعة كسائر المصنوعات وقد ضاع العالم فيها وضيعت الأموال في تحصيلها فلم يظفر بها إلا الرجال الأفراد المطلعون على علوم خواص النبات وخواص الحيوان ولكن يا موسى لا بد لك من خضر يعلمك معنى خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار مع معرفة الخصال الثلاثة حصل له كشف الكنز ( و كان تحته كنز لهما ) فإذا خرقت سفينة الصنعة وقتلت غلام الزنبق الأبق حتى يصير ماء زلالا فأضف إليه جدار تصعيد الزرنيخ فإذا صح لك قوامه وملكت إكسيره فهي الحالة الفضية ولكن بشرط نشر الفلوس الرومية حتى يصير على هيئة التراب فتوضع وزنا بوزن فبعد حسن السبك وقوام التصعيد وصارت الأرض فضة يتخذ منها دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين . وأعلم أن الزرنيخ اسم مركب فأوله زر بالعجمية فإذا صحح لك فانخ بجمال غنائك على باب أستاذك ومعلمك وسر بذي القرنين من عقلك إلى مغرب الشمس الذهبية عند عين حيوان من نبات طأطأ فبياضها للأبيض وصغارها للأصفر هي دواء العيون إذا نامت العيون ثم سر إلى مطلع شمس حرارة زئبق الآبق وحصله فإذا بلغت بين السدين فانفخ عليه نار لطيفة طيبة فإذا صح إكسيرها أو لم يصح فارجع إلى حل الطلق فإن صح لك فهو الإكسير اللؤلؤ الكبير فحصله فإنه موجود وإن لم تقدر على تحصيله والعمل بها قد ذكرناه في كتاب عين الحياة فعليك بدارته والصبر على التطويل . وأعلم أن هذه الصناعة هي صناعة ربانية لا يقدر عليها إلا الإبدال والرجال والأبطال الذين كشف الله الرين عن عيون قلوبهم وهذه لا تصح إلا للطائع الذي يريد به عونا على الآخرة أو وفاء دين أو دفع شين وهي حريزة غريزة ولها أربعون صناعة قبلها ليكون عونا عليها مثل عمل الإكحال والأبراد والأدوية والدوانبق ونحن نذكر خواصا دالة مظهرة لبدائعها وصناعتها مذكورة في كتاب عين الحياة وأعظم ملكها أكبر هو تصاعد الزرنيخ ومعرفة أجزائه وزمانه المعتدل الصالح النافع للأبدان غير مضر من حر وبرد وهذه الصناعة الفضية التي يسميها أرباب الصنعة القمرية فقد تعمل فيما يتصعد من إكسير بياض البيض واصلح ذلك هو الزرنيخ المصعد قواما معتدلا ووزنا واحدا معروف الصفة فافهم وأعرف زمانه المعتدل وخف عليه من الحر المحرق والبرد الممزق والمفرق فتربيته كتربية الأطفال مفتقر إلى الاعتدال فابدأ ولا بصنائع الأبرار والأكحال مثل الغريزي الصغير والكبير والجلاء الصدفي وبرود الحسك وبرود المياه وهو أن يجتمع المياه مثل مياه التفاح والحصرم والرمان وتضيف إليه عرق الماميرون وعرق الريح ودواودي جعفران وبهمنى سهر وماء الرازيانج وتوتيا أخضر رقيق وهو المرادني فإذا صح هذا كله فأجبله بهذه المياه مع ماء الرازيانج وماء الحسك ثم نشفه بين الشمس والظل فإذا أمسكت نفسه وزالت رطوبته فاعمل منه فصوصا أو نصحنه جلا فهذا هو التوتيا الهندي الذي يساوي مثقاله مثقالا ولا بأس معه بماء الماميثا وماحي العالم هذا هو البرود الجامع والجلاء النافع والتوتيا الهندي القاطع فإن عملت منه شيئا فلما يكون وهو رطب حار هذا هو كيمياء الأبراد وبه يحصل لك إن شئت مكسبا تستريح من تعب غيره إذا أردت عمل الأدن خذ ما شئت من الأدن الخرق الصحيح وتصنيف إليه لكل جزء ثلاثة أجزاء من شمع صافي وتطبخة بنار لطيفة بقدر ما يمتزج وتحطه فهو الأدن وكل مصنوع لا بد له من خمير خالص وهو إكسيره صفة عمل الزعفران تأخذ أصفر لحم البقر وليكن من فخذه لا سمينا وتطبخه بالخل والزعفران ثم تبرده وتغسله شعرات زعفرانية ثم تضيف إلى كل أربعة أجزاء جزءا من الزعفران الخالص . فأما عمل المسك والزيادة تأخذ من الخالص خمسة أجزاء وتضيف إليه مثله من الخبز المحترق أو الكبد المشوية المحترقة أو جزء فأرة مسكية من كل واحد جزءا يضاف إلى الجزء الأصلي من مسك أو زباد فهذه الإشارة كافية إن عقلت بصدق العمل فقد قالت الشطيات لقمة من القدر تكفي لمن يشم الرائحة وفضل لقمة يتحتم لمن لم يكن شعبان والصنائع مغطاة فإذا كشفت بأن سرها والعجائب ظاهرة في كتاب عين الحياة . وأعلم أن المسك هو من دم غزال بري يأكل من أطايب الأفاويه التربة كالفلفل والقرنفل وغير ذلك وقد قيل في العنبر إنه ينبع من عين بأرض مدينة عنصوريا والكافور هو من عين فيعجن العنبر بأوراق بحرية بين أشهب وابيض وما شئت من الألوان وقد نزل من السماء عشرة أشياء كالمن والشير خشك والترنجبين . واللأذن وقيل هو عين في جبال مرعش وينزل من السماء القطر مع السحاب بضاف إليه شيء من الزوائد فيطبخ بماء الشعير فيسقى للمرأة التي لا لبن لها ولا حيض فتحيض هذه ويدر لبن هذه وقد ينزل من السماء ضفدع أخضر يصلح للبواسير وقد ينزل من السماء بأرض سقسين حنطة حمراء لبنة باردة على طعم الزبد والعسل والثلج . إذا أخذ من دقيقها وكحلت بها العيون المعيبة زال عيبها ومن ههنا أخذ من أخذ . وإذا بخر بعضها تحت أحد أبصر الملائكة وبه يبخر لعطارد فيكلمه . وقد قوبت عزائم المنجمين بأن الأنبياء بخروا . فالكليم بخر لزحل أول ساعة من يوم السبت والمسيح بخر للمشتري وإبراهيم بخر يوم الأحد للشمس وللمريخ يوم الثلاثاء . وقد بخر زرادشت للمريخ وعطارد وقد بخر محمد رسولنا ، للزهرة يوم الجمعة ، وأختفي في غار حراء ، فكانت تأتيه في صورة جبرائيلية وهو تمثال لدحية الكلبي . ومن أراد أن يبصر الجن مشاهدة ومصادقة ومخاطبة ويسمع كلامهم ويعينونه على ما يريد فليقرأ سورة الجن في بيت خال من يوم بطالة في أحد أو أربعاء وبين يديه بخور اللبان ويخط له مندلا يقعد فيه ولا ينقطع عنه البخور وهو يقرأ ( قل أوحى إلي أنه أستمع نفر من الجن ) أربعين مرة وهو يمثلهم ويحدث إليهم فإذا خرجوا إليه لا يخافهم ويستخدم منهم من شاء على ما يشاء من سحر وطلسم وهياج وتسخير وإظهار كنوز وحب وتبغيض وأعلم أن من الخواص النباتية ما يطول شرحه ونحن نشير إلى بعضه من أراد أن لا يبصره ولا تراه العيون فليزرع الخروع عند بدو زراعة القطن في رأس سنور أسود فإذا طلع يخيط عليه كيسا . ويربيه حتى يجنى القطن ثم يقطف العنقود كما هو بكيسه ويشقه حجرة ويأخذ مرآة بيده ثم يقطف منه حبة حبة ويضعها في فمه وينظر صورته في المرآة فأي حبة لم يشاهد فيها نفسه عند نظر المرآة فليمسك عليها . ولهم الأبهر الضم وهو نبت في الأرض على صورة ابن آدم فهذا يصلح لمن علقه على نفسه لو مر بحجر لتبعه الحجر . ولهم حشيشة تسمى بحشيشة الراسن تبخر من أوراقها على اسم من تريد فيأتيك وإن لم يرد ولكن بشرط أن تقول هذه الكلمات على البخور : تقول : يا جامع يا جن اجمعوا وقدموا لاق لاق عاجلا عاجلا اشروثا اشروثا كبيبا الصبي : ائتنا كرها أو طوعا : قالتا أتينا طائعين . وليكن في يوم الأحد أو أربعاء وهذا حشيش الراسن يعمل منه شراب . يسمى شراب . الملائكة يصلح لأرباب الأخلاط المتساوية ويصلح للنساء العجفاوات من شدة الحرارة وتجفف ورقه ويعمل منه برود يصلح للعين التي ارتخت أجفانها وقد يعمل منه دواء يقوى اللثة وقد يبخر منه تحت صاحب الحمى فيبرأ أو يبخر تحت النفساء ذات المشيمة المعلقة فتنزل وقد يسلق ورقه بالخل مع ورق الزيتون فينفع الأسنان الضاربة ولهم نبات لا أصل له في الأرض وهو على هيئة العنقود على شجر البطم والبلوط ويسمى حب الأصفور ويسمى حب دبق صيد العصافير يصلح بخوره للبيوت خاصيته طرد الشيطان ويبطل السحر المدفون مثل مثاقة الشعر المقعد وبرادات الأمشاط والأوتار ، المعقدة فبهذه دخل السحر على محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ' ضيعوا مشافات الشعور ' فيها يعقد أكثر السحور وأعظم العبر في الأولياء والإبر التي تترك قريب النار يا عائشة . وعزيمتها عشر آيات من آخر سورة الرعد وهذا الحب يعمل منه الند فيؤخذ منه جزء وجزء من عروق القسط وعروق الزعفران وشيء من برادة العود القماري بدق ويطبخ جميعا إلا حب العصفور فيطبخ جميعا بماء الورد الجيد العرق الغاية فإذا تجيل وصار طينا يحط إلى الأرض وإذا برد عمل منه الند على ما تريد . أما صفة عمل الدرانيق النافعة فقد سبقنا إلى ذكرها وعملها ولكن أقرب ما تأخذه هو أن تضيف البندق المدقوق مع الجوز واللوز والسمسم القليل والفستق فيعجن جميع هذا بالعسل الشهد مع قليل من ماء الورد ويرفع ففيه منفعة وخاصية لسم العقرب وفيه خاصية الوقاع . وجوف الجوز الهندي الحديث على الهريسة والحنطة نافع في الوقاع ويصلح لمن وثبت عليه الأرياح الباردة . أما الترياق الأكبر فهو أربعون حاجة مع لحوم الحيات مشروحة في كتاب عين الحياة . وأعلم أن في النبات والأدهان والحيوان ما يطول شرحه ولا يشغل كتابنا به لكني أذكر لك عمل إساءة وهي الظنبوث تأخذ من بصاصات الربيع ما تربد على ما تريد واسم من تريد في ساعة محمومة فتضعها في قارورة زيت بأعلى على النار فتعلمه ظنبوث إن شئت حبشية للبغض وإن شئت قريشية للمحبة وإن شئت فارسية للسلطان وإن شئت كرمانية للخروج من المضرة والأمراض وتعلقها في الشمس وكلما نقصت تزيدها دهنا ثم تتركها في نافذة ظاهرة وتربيها وتخدمها وتبخرها وتقول عندها في كل يوم هذه الكلمات أيها الظنبوث الطاهرة كوني لما أريد وهو يبخرها ولا يبخرها إلا طاهرا لا حائصنا ولا جنيا فهي تنقص عند نقص الهلال وتزداد بزيادته فهذا من جملة الخواص الدهنية وفي الدهن ما يطلى به الجسم فلا يعمل فيه النار وفي الأحجار ما يعمل منها فأس أو قدوم فإذا نقو به لا يسمع صوته . وفي الأحجار ما إذا وضع في التنور سقط خبره وقد عرفت خاصية المغناطيس وأما خواص الحيوان فتطلبه في كتابه .
Shafi 67