لا يكن القصاب عددا في الدين فإنه لا يتحرى من النجاسة وهكذا الخباز والطباخ ويتفقد المعاجن وآلات الطبخ والدقيق واللحم وليكن الطباخ عالما بصناعته وعنده كتب الطبائخ لكشاجم والأشربة والأدهان والحلاوات والريح الطيب والألوان الغريبة وحسن المآكل وأطيبها وأنفعها وأقواها للعافية وهو لحم مرضوض مقلو مرشوش بالمياه الحامضة يحشى به العجين فيقلى . وأطيب الحلاوات ما كثر خبزه . وانفع الهرايس لمن به حرارة المزاج وهو اللون النوني من البزرة يقلى وقد هجرت الألوان الظريفة باستيلاء الترك واتخاذهم السنبرشح والعرائس والسالة والطظماج والسترك والبورك المعمول باللحم والحوائج الحادة المعمولة في العجين فإذا كنت ذا فنون في طلب الطبائخ فاتجه لكتبها وقد ذكرتا طرفا منها في آخر كتاب السبيل . وإذا أردت العقلية فعليك بكتاب المقاصد وكتاب النجاة للرئيس وإن شئت فيه الغاية القصوى فاطلع على الكتب الأصولية الدينية خاصة كتب شيخنا إمام الحرمين مثل المحيط والإرشاد ومن كتبنا النافعة في ذلك كتاب الاقتصاد في الإعتقاد . وكتاب قواعد العقائد من أول كتاب الإحياء والرسالة القدسية . وإذا أردت الطب فكثير . وأنفعها ما عمل به من الكتب واطلع على جميع العلوم الشرعية لتعلم الحق من الغي والهوى والله تعالى أعلم ثم نرجع إلى تحرير مقامات العمال : لا تستخدم في العمالة إلا عارفا بفنون الحساب والجبر والمقابلة والمساحة بحيث لو قيل له ما تقول في أرض ذات زوايا لا يقدر على حفظها بحائط ولا قصب : قال تذرع بالذراع والشبر ويمتحن في علم الحساب كما يمتحن الكتاب والرسالة والأجوبة وكتب الدساتير فإن ولعت برسالة ابن عباد والصابى فلا بأس بأخذ الزبد وليكن صاحب الإنشاء كثير الفضل والتوقف في الديوان في الزمان القصير وفي الزمان الطويل إلى النزول من الركوب ثم يحاسبهم على ما إليهم ويستوعب من كل القرباء ويسأل عن المظالم ولا يكن ملوما ولا ضجورا ولا صخابا ولا طياشا ولا لقابا وقالوا يجوز له لعب الشطرنج ولا يلعب بالزهر لأنه يخرق الحرمة بالقمار . فقد ذكر أن أزدشير لما أخرج النرد قيل له ما يستحق إلا قطع اليد قال سأقطعها بتركه كما قيل للحجاج بن يوسف وقد شكى إليه من أكل التراب ألق عليه من همتك وعزيمتك فلم يأكله بعدها أبدأ وأعلم أيها الملك أن علو الهمة مع الصبر حتى في الصوف واختلافه في الثمن كل ذلك بالهمة والخدمة ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه : بقدر الكد تكتسب المعالي . . . و من طلب العلا سهر الليالي تروم العز ثم تنام ليلا . . . يخوض البحر من طلب اللآلي لنقل الصخر من قلل الجبال . . . أحب إلى من منن الرجال و قالوا للفتى في كسب عار . . . فقلت العار في ذل السؤال إذا عاش الفتى ستين عاما . . . فنصف العمر تمحقه الليالي و ربع العمر يمضى ليس يدري . . . أيقضى في يمين أو شمال و ربع العمر أمراض وشيب . . . و شغل بالتفكر والعيال فحب المرء طول العمر قبح . . . و قسمته على هذا المثال
Shafi 31