============================================================
(6هاب الفصل) العشرون فلي بيان الخلوة والهزلة (فالخلوة والعزلة) على وجهين : ظاهر، وباطن فالخلوة الظاهرة : عزل نفسه ، وحبس بدنه عن الناس لئلا يؤذى الناس بأخلاقه الذميمة وبترك النفس مألوفاتها ، (وحبس) حواسها الظاهرة لفتح الخواص الباطنة، بنية الاخلاص والموت بالارادة ودخول القبر، ويكون نيته في ذلك رضاء الله تعالى ، ودفع شر نفسه عن المسلمين كما قال رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "(1) وكف لسانه عما لا يعنيه كما قال رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم : "سلامة الإنسان من قبل اللسان "(2) وكف عينيه عن الخيانة والنظر إلى الحرام وكذا كف أذنيه ا ويديه ورجليه كما قال رسول الله صلى الله (57/) عليه [ واله) وسلم : "العينان تزنيان. . "(2) الحديث(4) ، ويحصل من كل زنى من (1) قطعة من حديث . أخرجه البخاري في " صحيحه، كتاب الايمان، باب : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، 10، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وتتمته :5 . . والمهاجر من هجر مانهى الله عنه " وانظر جامع الأصول : لا بن الأثير، ج240/1- 241.
(2) لم نجده بهذا اللفظ . وأحرج ا بن أبى الدنيا في 9 الصمت وآواب اللسان" ، 11 ، عن أنس (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله : " من مره أن يشلم ، فليلزم الصمت " . وذكره الهيشمي في "المجمع" ، 297/104 - 298، وعزاه إلى أفى بعلى في "مسنده ، ، والطراتى في " الأوسط . واحرج أيضا عن ا بن عم (رضي الله عنه] قال : قال رسول الله عة : من كف لسانه ستر الله عز وجل عورته ، ومن ملك (غضبه) . وقاه الله عز وجل عذابه ، ومن اعتذر إلى الله - عز وجل (قبل) عذره" (3) تقدم تخريبه، ص103.
(4) ورد في هامش (ظ) : اعلم أن مخالفة النفس والتجرد من حظوظها رأس العبادة، لأتها أعظم حجابا بين العبد 121
Shafi 122