94

فتراكض الانصار فرحين مستبشرين نحو الصوت والنداء، فرأوا رسول الله (ص) جالسا في ظل نخلة(1)، فازدحموا عليه يحيون ويرحبون ، ويتسابقون لاستضافته والتبرك بالنظر إليه، فاختار النزول ضيفا على كلثوم بن هدم من بني عمرو بن عوف، وكان المهاجرون قد نزلوا في دار سعد بن خيثمة ، وكان أعزب قد فتح باب بيته للمهاجرين والوافدين من المسلمين ، فكان بيته يسمى بيت العزاب .

أقام رسول الله (ص) في بني عوف في (قباء) يوم الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس ، ولم يكن الرسول ليحل في أرض دون أن يترك فيها أثرا لرسالته ودعوته، لذا فقد أسس رسول الله (ص) مسجد قباء ، وبناه ليكون علما ومنارا للهدى على مر الاجيال .

وقبل خروج رسول الله (ص) من قباء التحق به ركب علي بن أبي طالب بعد أن قضى في مكة ثلاثة أيام بعد خروج رسول الله (ص) منها ، يؤدي الودائع ، ويرد الامانات إلى أهلها ، فقد كانت قريش تأتمنها عند رسول الله (ص) لصدقه وأمانته .

Shafi 2