أي إني إنما أحللت لهم القتال لانهم ظلموا ، ول0م يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين الناس إلا أن يعبدوا الله ، وأنهم إذا ظهروا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، يعني النبي (ص) وأصحابه (رضي الله عنهم أجمعين) .
(60)
ثم أنزل الله تبارك وتعالى عليه : (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ) ، أي حتى لا يفتن مؤمن عن دينه : (ويكون الدين كله لله) ، أي حتى يعبد الله ، لا يعبد معه غيره » (1).
وهكذا شكلت بيعة العقبة الثانية المنعطف التأريخي والتحول في حياة الدعوة الاسلامية واسلوب نشرها وتعاملها مع أعداء الله والانسان .
2 أما الهدف الثاني الذي ثبته الرسول (ص) في هذه الوثيقة فهو الالتزام بمقرراته وأوامره ، بغض النظر عن صعوبة المواقف ووعورة المسار ، وشدة المحنة ، ليضمن المواصلة والثبات في ساعات العسرة والشدة والمضي حتى تحقيق أهداف البشرية وتحريرها من نير العبودية وتعبيدها لله وحده .
وقد جاء ذلك واضحا بقول عبادة بن الصامت :
« بايعنا رسول الله (ص) بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا » .
وثمة مبدأ سياسي خطير كان الاسلام يوليه الاهمية الكبرى ، ويعطيه القيمة
الاساسية : وهي قضية قيادة الامة وزعامتها ، ليضمن سلامة المسار ونقاء المسيرة وديمومة الرسالة؛ لذا اشترط رسول الله (ص) في هذه البيعة أن لا ينازع الانصار من هو أحق منهم بالقيادة والزعامة لئلا تفترق الامة ويدب في كيانها الخلاف ، وتتحول إلى فرق وكيانات .
وهذا ما عبر عنه : « أن لا تنازع الامر أهله » .
Shafi 81