قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الاموال وقتل الاشراف ، فما لنا بذلك يا رسول الله ؟ فقال : (الجنة) ، قالوا : ابسط يدك ، فبايعوه » (1).
وهكذا تمت البيعة وأخذ العهد ، فكانت بداية الانتقال إلى مرحلة القوة والجهاد وقاعدة الانطلاق والتحول في حياة الدعوة الاسلامية والمسار الاسلامي العظيم .
وقد روي عن عبادة بن الصامت وكان أحد الذين حضروا البيعة ، وهو من النقباء الاثني عشر الذين عينهم رسول الله (ص) في ذلك الاجتماع التأريخي الخطير أنه قال :
« بايعنا رسول الله (ص) بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الامر أهله ، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم »(2).
والمتأمل في محتوى الوثيقة يدرك عمقها وأبعادها الرسالية وأهميتها العقائدية والسياسية لضمان مستقبل الاسلام ، واستقرار المجتمع الاسلامي ، فقد أراد الرسول أن يضمن من أنصاره :
1 مساعدته على الانتقال من مرحلة الدعوة بالكلمة والموعظة والصبر على الاذى ، إلى مرحلة الجهاد المسلح، فقد كان رسول الله (ص) والمسلمون معه طيلة الثلاثة عشر عاما ، وبالمرحلتين : السرية التي دامت ثلاث سنوات ، والعلنية التي تلتها وامتدت عشر سنوات ، لم يؤذن له بالقتال ، ولم يكن يملك القوة ، ولم يستعمل السلاح لنشر العقيدة ، أو حتى الدفاع عن
(59)
النفس، وبعد بيعة العقبة أصبح رسول الله (ص) في موقع القوة، ويملك القدرة على استعمال السلاح والدخول في مرحلة جديدة، هي المرحلة الجهادية واستعمال السلاح، وهذا ما عبر عنه عبادة بقوله :
« بايعنا رسول الله (ص) بيعة الحرب » .
Shafi 79