(57) وعلى هذه المقررات تشكل الوفد من ثلاثة وسبعين رجلا (1) وامرأتين (ام عمارة نسيبة بنت كعب المازنية ، وام قنيع ، من بني سلمة) ، وساروا باتجاه مكة سرا مستخفين ، لئلا ينكشف أمرهم أو يحبط مشروعهم الرسالي الخطير ، ساروا ضمن الحجاج الذاهبين إلى مكة، وهناك في مكة المكرمة تم تنظيم لقاء سري مع رسول الله (ص) والتفاهم معه ، وحدد موعد للقاء ، وكان أوسط أيام التشريق (2) بالعقبة ، وحين بدأ الليل ، ومضى ثلثه ، راح الانصار يتسللون مستخفين بأستاره إلى المكان المقرر ، ليلتقوا بالرسول القائد ، ويبايعوا الله ورسوله بيعة السمع والطاعة والحماية .
وقد حضر البيعة العباس بن عبد المطلب ليستوثق من الانصار ويطمئن على حياة ابن أخيه وصدقهم في البيعة .
ويبدو من مجرى الاحداث والبيعة ، أنها كانت سرية وبعيدة عن الانظار ، فلا بد وأن يكون الرسول مطمئنا إلى عمه العباس، وهو الذي أخبره بالخبر وعرفه بالوقت والمكان واصطحبه معه ، وإلا لما استطاع العباس أن يشارك في هذا الاجتماع السري الخطير ويشارك في تقرير نتائجه .
وقد نقل إلينا ابن الاثير وقائع ذلك المؤتمر وصيغة الحوار الذي دار فيه ، ودور العباس بن عبد المطلب عم الرسول (ص) .
قال ابن الاثير :
Shafi 77