أصبح المقام صعبا في مكة ، والصراع ضاريا بين رسول الله (ص) وأصحابه من جهة، وبين مشركي مكة وقادة الشرك والجاهلية والطغيان من جهة اخرى، والرسول مصر على حمل الرسالة والاستمرار بالدعوة إلى الله سبحانه ، وهدم حصون الشرك ورموز الجاهلية ، واستئصال جذورها العقيدية والاخلاقية والاجتماعية لبناء الانسان الجديد والمجتمع الاسلامي السعيد .
لذا راح يعرض دعوته على القبائل وأحياء العرب ، ويتصل بالحجاج ويفتح أمام دعوة الهدى آفاق الامتداد والانتشار ، فتهيأت ظروف جديدة ومجالات لتقبل الاسلام وامتداد أنواره .
خرج رسول الله (ص) ليلتقي بالوافدين إلى مكة لاداء فريضة الحج التي ألفها العرب قبل الاسلام ، ليبلغ رسالته ، ويعرف بمبادئه وعقيدته .
وفي موضع يدعى العقبة كان اللقاء والمنعطف التأريخي الخطير والانقلاب في مسار الاحداث وتغيرها لصالح الاسلام ونبيه العظيم محمد (ص) ، هناك وفي ذلك المكان المبارك التقى بسبعة رجال من الخزرج قادمين من يثرب لحج البيت الحرام .
إلتقى بهم وعرض عليهم رسالته ودعوته ، وكانوا وثنيين يجاورون اليهود ، ويتوعدونهم بنبي يظهر منهم ينتصرون به عليهم ويقتلونهم (1).
ربط هذا الرهط من الخزرج بين دعوة الرسول (ص) وبين ما كانوا يسمعون من اليهود :
« إن نبيا يبعث الآن ، نتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وثمود » (2).
تأملوا فيما يقوله الرسول (ص) بعد أن فتح الله أسماعهم لكلمة الهدى ، فقال بعضهم لبعض :
« هذا والله النبي الذي توعدكم به اليهود » (3).
Shafi 74