« يا عم ربيت صغيرا، وكفلت يتيما ، ونصرت كبيرا ، فجزاك الله عني خيرا » (1).
وحين شيع أبو طالب : « مشى (ص) بين يدي سريره ، وجعل يعرضه ويقول : (وصلتك رحم ، وجزيت خيرا) » (2).
لقد شعر الرسول (ص) بالحزن والالم وتكالب الاعداء ، وعظمة الخسارة بعد موت خديجة وأبي طالب ، فعبر عن ذلك بقوله :
« اجتمعت على هذه الامة في هذه الايام مصيبتان ، لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا »(3).
وحين فقد رسول الله (ص) حماية أبي طالب وغطاءه الاجتماعي ، ونصرته المسلحة تكالبت عليه الاعداء ، واشتد أذى قريش ، وحاولوا مرارا النيل منه ، والتآمر على حياته المباركة .
(52)
إلى الطائف
توفي أبو طالب وخديجة الكبرى زوج رسول الله (ص) قبل الهجرة إلى المدينة بثلاث سنين ، بعد فك الحصار عن المسلمين وخروجهم من الشعب ، وبموت أبي طالب ، المحامي والمدافع عن الرسول ودعوته ، والذي قال فيه رسول الله (ص) :
« ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب » (4).
اشتد أذى قريش ووحشيتها ضد رسول الله (ص) ودعوته وأصحابه ، فراح رسول الله (ص) يبحث عن أرض جديدة وعن محيط جديد ، راح يحمل دعوته ويبشر برسالته بين قبائل العرب وأحيائها ، عله يجد الاستجابة ، أو يحصل على التأييد والحماية ، وقد ارتأى أن يدعو قبيلة (ثقيف) ويعرض عليهم الدخول في الاسلام ، فتوجه إلى ثلاثة من زعمائها وعرض عليهم الدخول في الاسلام ، مبشرا بمبادئ رسالته .
Shafi 71