تلك صفحة مشرقة من صفحات الجهاد والشهادة ، افتتحها جعفر بن أبي طالب والفئة المهاجرة ليكونوا قدوة للمسلم ، ومثلا أعلى له في الهجرة والجهاد والثبات على المبدأ ، مهما تتراكم المحن وتشتد ضراوة الطغاة ، وتضيق مسالك الكفاح .
الحصار والمقاطعة
بعد سنين من الكفاح والمواجهة رأت قريش أن محمدا مصر على دعوته وأن وسائل الارهاب والتعذيب والحرب النفسية والدعائية قد فشلت كلها ، وان أبا طالب ومعه بنو هاشم ما زالوا يقفون بكل قوة وصلابة إلى جانب محمد (ص)، والاساليب كلها قد فشلت في مواجهة الدعوة
(50)
وتحجيم مساحتها ، ولم يجد الطواغيت غير أسلوب الحصار الاقتصادي والمقاطعة الاجتماعية ، فاجتمع زعماء قريش وقرروا أن يقاطعوا أبا طالب وبني هاشم ومحمدا ، مقاطعة اقتصادية واجتماعية ، ويكتبوا عهدا بذلك ، فكتبوا صحيفة العهد الظالم هذا « وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة خلال محرم سنة سبع من النبوة، فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب فدخلوا معه في شعبه إلا أبا لهب فكان مع قريش » (1).
تحدث اليعقوبي المؤرخ عن محتوى هذا القرار الآثم ، فقال :
Shafi 67