قالت : فعدد عليه امور الاسلام وقال : فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاء به من الله ، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا إلى عبادة الاوثان من عبادة الله تعالى ، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث ، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، اخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك؟ قالت : فقال له
النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله من شيء ، قالت : فقال له جعفر : نعم ، فقال له النجاشي : فاقرأه علي ، قالت : فقرأ عليه صدرا من : (كهيعص ) قالت : فبكى والله النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم ، حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال لهم النجاشي : إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ، فلا والله لا اسلمهم إليكما ولا يكادون » (1).
وهكذا انتصر الحق والعقل والمنطق السليم على الكذب والتضليل والتهم الملفقة ، وتعزز موقع المهاجرين ، وخرج مبعوثا الشرك والجاهلية يجران أذيال الخيبة ، إلا أنهما حاولا الكيد مرة اخرى .
Shafi 65