«يا ابن أخي! إذا أردت أن تدعو إلى ربك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح»(1).
فقد تطور الموقف ، ودخل الصراع بهذا الاجتماع عنصر جديد ، وكسبت الدعوة إلى الاسلام هذا الحدث الاعلامي الخطير ، والموقف المؤيد من أبي طالب والتهديد باستخدام السلاح لنصرتها .
ولم تنته مكاسب هذا الاجتماع التأريخي الخطير في حياة الدعوة بهذا وحسب ، بل وخرج الاجتماع بمكاسب اخرى وتحول كبير، «ويومئذ أسلم جعفر بن أبي طالب، وعبيدة بن
(42)
الحارث ، وأسلم خلق عظيم ، وظهر أمرهم وكثرت عدتهم ، وعاندوا ذوي أرحامهم من المشركين »(2).
وفي هذا الاجتماع وقف الرسول (ص) بعد أن دعاهم إلى نصرته فقال (( فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم)) ، فلم يجب أحد منهم ، فقام علي (ع) فقال : «أنا يا رسول الله اؤازرك على هذا الامر» ، فقال : «اجلس» . فأعاد الرسول (ص) القول ثانية ، وصمت القوم وأجابه علي ثانية . ثم أعاد (ص) القول ثالثة ، فلم ينطق أحد منهم بحرف ، فقام علي فقال : «أنا أؤازرك يا رسول الله على هذا الامر» ، فقال : «إجلس فأنت أخي ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي»(3).
Shafi 56