(41) فاختار النبي (ص) اسلوبا اجتماعيا وجوا عاطفيا ونفسيا مؤثرا ، ودعا بني هاشم وهم سادة قريش ، فاجتمعوا في دار الحارث بن عبد المطلب بن هاشم وهو من وجوههم وزعمائهم ، وكان فيهم أبو لهب وأبو طالب ، وهما من أعمام النبي (ص) ، وأمر علي بن أبي طالب أن يصنع طعاما (1) للحاضرين ففعل، لقد اجتمع الحاضرون وتناولوا الطعام ، عشرة بعد عشرة ثم انعقد الاجتماع وتحدث رسول الله (ص) وشرح لهم مبادئ الاسلام ، وأهداف الدعوة ، وما أمره الله به من إنذارهم ، وتكريمهم إن استجابوا وأسلموا ، فتصدى له أبو لهب بالرد والرفض محرضا بني هاشم عليه (ص) ، وداعيا إلى تطويقه والاخذ على يده:
« خذوا على يدي صاحبكم قبل أن يأخذ على يده غيركم ، فإن منعتموه قتلتم ، وإن تركتموه ذللتم » (2).
انتهى خطاب أبي لهب وتحريضه واستفزازه ، فتصدى له أبو طالب الذي ما برح يسند محمدا (ص) ، ويدافع عن دعوته ، وهاجمه هجوما عنيفا ، معلنا وقوفه إلى جانب محمد (ص) وداعيا إلى نصرته وتأييده:
« يا عورة ! والله لننصرنه ، ثم لنعيننه »(3).
بعد ذلك وجه خطابه إلى محمد (ص) وبنو هاشم تنصت للخطاب :
Shafi 55