فقد روى المؤرخون أن جماعة من أصحاب الرسول (ص) كانوا يؤدون الصلاة خارج مكة
(33)
سرا، فكشف بعض المشركين أمرهم فهاجموهم واشتبكوا معهم فضرب أحد المسلمين رجلا من المشركين بعظم بعير فأدماه (1).
ومن مظاهر السرية في تلك المرحلة التي دامت ثلاث سنوات ، هو اتخاذ الرسول مقرا سريا لاجتماع أصحابه ، وقراءة القرآن ، وتعليم الاسلام وإعداد المؤمنين وتربيتهم ، وهو بيت الارقم المخزومي .
وهكذا ظل رسول الله (ص) يدعو في مكة سرا، ويدعو من يراه مؤهلا للانضمام إلى الاسلام ، حتى تكامل عدد أصحابه أربعين شخصا .
وهكذا مرت الدعوة الاسلامية في مكة المكرمة بمرحلتين اثنتين هما :
1 المرحلة السرية ، ودامت ثلاث سنوات .
2 المرحلة العلنية ، ودامت في مكة عشر سنوات .
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلن دعوته
(فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين
يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين* واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).(الحجر / 94 99)
تتحدث هذه الآيات المباركة عن بدء المرحلة العلنية ، والامر بالانتقال إليها . إنها تصور لنا الحدث الانتقالي الخطير، وتوضح لنا جانبا من ظروف الدعوة إلى الاسلام والعقبات وأساليب المواجهة. فهي تتحدث عن السرية والاستهزاء برسول الله (ص) وبدعوته ، وعن تعهد الله بنصرة نبيه ، والدفاع عنه ، وتثبيته له . كما تكشف عن حب الرسول (ص) لرسالته وتعلقه بها ، وضيق صدره مما يخشاه عليها من مقاومة المشركين والمستهزئين .
Shafi 44