فكما حدثنا المؤرخون والرواة الذين نقلوا حوادث السقيفة ، وموقف فاطمة الزهراء (ع) منها ، فإن فاطمة (ع) كانت قد أبدت رأيا معارضا لاختيار الخليفة أبي بكر ، ووقفت إلى جانب الامام علي بن أبي طالب (ع) ، واتصلت بالأنصار بعد بيعة السقيفة ، وطلبت منهم أن يبايعوا عليا ، وكانت ترى أنه صاحب الحق بالخلافة .
وفي نهج البلاغة، قال (ع) موبخا أصحابه: «وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان»، وقال العلامة الطباطبائي في تفسير قوله تعالى: ( ما ضل صاحبكم وما عوى): المراد بالصاحب هو النبي (ص)، والمعنى: ما خرج صاحبكم عن الطريق الموصول إلى الغاية المطلوبة، ولا
(58)
أخطأ هو اعتقاده ورأية / الميزان في تفسير القرآن.
وقد روى لنا أحد المؤرخين موقف الزهراء (ع) هذا من خلال حديثها مع الأنصار فقال : «وخرج علي (كرم الله وجهه) ، يحمل فاطمة بنت رسول الله (ص) على دابة ليلا في مجالس الأنصار ، تسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله (ص) ! قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا ، قبل أبي بكر ، ما عدلنا عنه» (1).
واستمر موقف فاطمة (ع) المعارض هذا طيلة مدة حياتها .
الخلاصة
وهكذا كانت تلك المرحلة من حياة الامة الاسلامية مرحلة جدل سياسي، وتعدد في الآراء السياسية حول من يجب أن تكون له الخلافة ، فقد برزت ثلاث كتل سياسية في تلك الفترة فترة أحداث السقيفة كما حدثنا المؤرخون والرواة في ذلك، وهي :
1 كتلة الأنصار بقيادة سعد بن عبادة ، وقد بايع الأنصار المجتمعون في السقيفة سعدا في بداية الأمر، ثم اختلفوا فتراجع الكثير منهم عن تلك البيعة، فبايعوا أبا بكر .
Shafi 80