155

ألقد أرسل رسول الله (ص) أحد أصحابه ، في السنة السادسة للهجرة ، إلى كسرى ملك الفرس ، وقد كانت دولته أعظم دول العالم في الشرق من حيث القوة والعدد والثروة والسلطان ، وكانوا مجوسا يعبدون النار ، وطغاة مستكبرين .

فأرسل رسول الله (ص) إليهم ذلك المبعوث ، ومعه رسالة إلى كسرى ملك الفرس ، يدعوه فيها إلى الاسلام ، ونص الرسالة كالآتي :

(45)

«بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إلى الناس كافة ، لينذر من كان حيا ، ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فإن أبيت فإن عليك أثام المجوس» (1) .

فلما تسلم كسرى رسالة النبي محمد (ص) ، سخر من الرسالة ، واستكبر وطغى ، فمزقها ، وحين بلغ رسول الله (ص) خبر تمزيق الرسالة ، قال : «مزق ملكه» ، فأخبر رسول الله (ص) بذلك ، وهو الصادق الامين ، عن نهاية ملك كسرى ، والقضاء على طغيانه وضلاله .

وكان كسرى في تلك الفترة مسيطرا على بلاد اليمن من أرض العرب ، وكان الحاكم عليها من قبله رجلا يدعى (باذان) ، فكتب إليه كسرى يأمره أن يذهب إلى النبي محمد (ص) ، ويقبض عليه ، ويأتيه به ، ويقضي على دعوته .

فأرسل (باذان) رجلين إلى النبي (ص) يهددانه ، ويطلبان منه الحضور عند (باذان) ، فأمرهما رسول الله (ص) أن يخرجا عنه ويأتيا إليه في اليوم الثاني . وفي هذه الاثناء أخبر الله نبيه الكريم (ص) بأن (كسرى) قد قتله ولده (شيرويه) .

Shafi 63