ففي المسلمين الاوائل كان الغني والفقير، وكان الابيض والاسود والعربي والاعجمي، وسوى ذلك ، فهناك حمزة بن عبدالمطلب وعمار وبلال الحبشي وصهيب الرومي ومصعب بن عمير وغيرهم .
(44)
أما بعد الهجرة المباركة ، فقد عبر الاسلام عن طبيعته العالمية بوسائل جديدة ، منذ أول فرصة سنحت ، فبعد تجميد الصراع بين المسلمين والمشركين من قريش على أثر توقيع صلح الحديبية ، بدأ الاتصال بالعرب من غير قريش ، والاتصال بقادة الدول المعاصرة لدولة القرآن العزيز؛ الدول الصغيرة منها والكبيرة كل ذلك إلقاء للحجة على الناس وإبلاغا لهم بشريعة الله تبارك وتعالى .
وإذا كان الرسول (ص) قد بعث بدعاة مبلغين بالرسالة إلى أحياء العرب وقبائلهم يدعونهم إلى الاسلام ، فإنه (ص) رأى أن يبعث للملوك والقادة في العالم المعاصر له بكتب يدعوهم فيها إلى الله وشريعته .
وكان في ذلك الوقت ثلاث دول كبرى موجودة إلى جانب الدولة الاسلامية هي : دولة الفرس في الشرق (في إيران) ، ودولة الروم في الغرب (في الشام) ، ودولة الاحباش في الحبشة .
الأساليب التي اتبعها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في نشر
الاسلام
لقد اعتمد الرسول (ص) لنشر الاسلام في هذه الدول وغيرها من مناطق العالم على اسلوبين اثنين هما :
1 الدعوة عن طريق الرسل والمكاتبات والحوار الفكري .
2 الدعوة عن طريق الفتح والجهاد .
وفيما يلي نتحدث عن هذين الاسلوبين باختصار :
1 فالرسول (ص) بدأ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، بتوجيه المبعوثين والكتب والرسل إلى الملوك والحكام ، ودعوتهم إلى الايمان بالاسلام ، والخروج من ظلمات الكفر والطغيان والفساد ، فكانت ردودهم مختلفة؛ فبعضهم أجاب دعوة الرسول (ص) وأسلم ، وبعضهم رد ردا حسنا ، وبعضهم استكبر وسخر من دعوة الرسول (ص) ، وفيما يأتي نذكر بعضا من مكاتبات الرسول (ص) :
Shafi 62