144

لقد عاد رسول الله (ص) بعد أن عين عتاب بن أسيد واليا عليها ، وعين معاذ بن جبل للفقه والفتوى ليفقه الناس ويعلمهم معالم دينهم ، ليمارس كل واحد منهما دوره وصلاحيته وفق أهليته واستعداده ، وتمثل هذه سياسة الصيغة الادارية والتنظيمية في السيرة النبوية .

فقد نقل ابن الأثير: «ثم اعتمر رسول الله (ص) من الجعرانة وعاد إلى المدينة ، واستخلف على مكة عتاب بن أسيد ، وترك معه معاذ بن جبل يفقه الناس ، وحج عتاب ابن أسيد بالناس وحج الناس تلك السنة على ما كانت العرب تحج ، وعاد رسول الله (ص) إلى المدينة في ذي القعدة أو ذي الحجة »(1).

معركة حنين

جاء نصر الله تعالى وفتح المسلمون مكة ، وبلغت أصداء النصر إلى هوازن، فنظم قائدها جيشا كبيرا لصد المسلمين .

(37)

ولما بلغ رسول الله (ص) ما أقدمت عليه هوازن ، زحف عليها باثني عشر ألف مقاتل ، غير أن هوازن قد أحكمت خطة لملاقاة الزحف الاسلامي ، فاتخذت مواقعها على قمم جبال حنين ، وعند مضيق الوادي .

ولما قدم المسلمون فاجأهم العدو بالنبال ، فاستولى على المسلمين الذعر واختلط عليهم الامر ، ففروا راجعين لا يلوون على شيء ، ولم يبق مع رسول الله (ص) غير علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبدالمطلب ، ونفر من بني هاشم ، واسامة بن زيد ، وأيمن بن عبيد (2).

وراح رسول الله (ص) ينادي المسلمين : أيها الناس هلموا إلي ، أنا رسول الله أنا محمد بن عبدالله (3)، فلم يجبه أحد .

Shafi 52