وكانوا حلفاء لعبادة بن الصامت (رض) ولعبد الله بن ابي بن سلول، زعيم المنافقين في المدينة .
وانسياقا مع الغرور والتحلل الاخلاقي الذي اتصف به اليهود ، أقدم أحدهم على الاساءة إلى امرأة مسلمة كانت قد دخلت سوق الصاغة اليهودي لشراء بعض الحلي منها .
فدفع النزق والسقوط الاخلاقي الصائغ اليهودي إلى الاعتداء على كرامة تلك المرأة المسلمة التي كانت تحتشم بالحجاب ، وهي جالسة أمام دكانه .
(19)
لقد عقد ذيل ثوبها إلى أعلى الثوب في ظهرها ، وهي لا تشعر بهذا الغدر والتجاوز ، فلما قامت تلك المرأة المسلمة ، انكشفت عورتها ، فسخر اليهود منها وضحكوا ، فصاحت تلك المرأة مستغيثة غاضبة ، لقد أثار هذا العدوان على كرامة المسلمين واستغاثة المرأة المسلمة أحد المسلمين الحضور ، فانقض على اليهودي فقتله جزاء جريمته وعدوانه . وقد أثار هذا
الخبر المؤلم غضب رسول الله (ص) والمسلمين في المدينة ، ورأى أن ينكل بأولئك اليهود بعد أن أمكنه الله منهم بنقض العهد والاعتداء على عرض المسلمين وكرامتهم .
كما دفع هذا الحدث المشين عبادة بن الصامت إلى البراءة من التحالف معهم ، في حين تمسك رأس النفاق عبد الله بن ابي بن سلول بتحالفه معهم فحرضهم على مواجهة المسلمين لما رأى تهديد رسول الله (ص) لهم ، وعزمه على شن حرب عليهم .
غير أن رسول الله (ص) لم يكن يبدأ بالقتال قبل الدعوة إلى الاسلام ، وبالحكمة والموعظة الحسنة ، فجمع بني قينقاع ، وعرض عليهم الدخول في الاسلام ، وذكرهم بهزيمة قريش يوم بدر ، وأنذرهم بمثلها ، فردوا عليه بغرورهم المعهود ، بأنهم أقدر من قريش على الحرب والمواجهة ، وقالوا :
(إنا والله لو حاربناك لتعلمن أنك لم تقاتل مثلنا) .
Shafi 27