فقد علم أبو سفيان بتحرك الرسول (ص) ، فغير طريقه وأرسل إلى مكة يطلب النجدة من قريش ، فأقبلت قريش بأحقادها وكبريائها بألف مقاتل لحماية القافلة ، واستطاع أبو سفيان أن يغير طريقه قبل أن تصل النجدات العسكرية وينجو بالقافلة.
وحين علمت قريش بذلك حاول البعض من قادتهم أن يكتفي بنجاة القافلة ويدعو إلى الانسحاب والعودة إلى مكة ، إلا أن أبا جهل وعناصر اخرى أصرت على العدوان وقررت الهجوم على الرسول (ص) وأصحابه في ذلك المكان .
لذلك أنزل الله على نبيه الكريم: ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، وحين هبط الوحي بذلك، توجه الرسول الكريم (ص) إلى جيش قريش قائلا: « يا معشر قريش! إني أكره أ، أبدأكم فخلوني والعرب وارجعوا ».(1)
وقد أثر هذا الخطاب النبوي في بعض رجال قريش، إلا أن العصبية والحمية الجاهلية دفعت بقادة قريش إلى رفض دعوة النبي (ص) للسلم والصلح، فبد أو التحرش والهجوم، فكانت قريش هي الباغية المعتدية، إذ كان الرسول (ص) قد أمر المسلمين بعدم البدء بالقتال حتى يأمرهم بذلك، ولكنه أمرهم بصد المشركين إن هم بدأوا بذلك.
وهكذا بدأت المعركة ودارت رحاها طاحنة مدمرة ، فتدخلت يد الغيب وجاء الامداد الملائكي للنبي (ص) ، فحقق الله تعالى النصر للاسلام واندحرت قوة قريش وتشتت جيشها بين قتيل وجريح وأسير، ففقدت هيبتها وسمعتها ، إذ انتصر المسلمون رغم قلتهم وضعف عدتهم ، وانهزمت قريش رغم كثرة جيشها واستعدادها الكبير ، فقد ذكر المؤرخون أن عدد أفراد جيش قريش كان حوالي تسعمائة
وخمسين مقاتلا وقيل ألف ، واستخدموا في هذه المعركة مائة فرس وسبعمائة بعير ، في الوقت الذي كان فيه عدد المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ومعهم فرسا واحدا أو فرسين وسبعين بعيرا .
Shafi 25